بينى وبينك أشياء فى الصغر وأشياء فى الكبر دنيا مسكونة بالأسرار تتدلى من خيوطها الخفية شمس النهار أنسج منها دفء أيامى ويتلاشى معها الانتظار.
من أنفاس الليل الحالك ومن أرضى المزروعة بالألغام والأوهام عندما ينحسر الضوء عن كل كيانى فى لحظات الفقد والفراغ والوحدة القاتلة وأيام الوجع واجترار الألم كنتِ بروحك الطاهرة شعاعاً من الأمل ينير العتمة بداخلى يحطم جدار صمتى يخرجنى من سجن انكسارى وانهزامى يغزل بداخلى عناقيد الفرح والأمل.
خلف قضبان أحزانى وأفكارى المتآكلة وأحلامى الضالة ينادينى صوتك على سجادة صلاتك أنصتُ له يهمس لى يخرجنى مما أنا فيه وينفض عنى غبار الحياة.
خيراتك زخات مطر أملأ بها كفوفى أغتسل بها من همومى تعيدنى إلى براءتى إلى طفولتى وأشعر بنسمات نقاء تحمى قلبى من رياح الألم والوجع.
كلماتك دائماً لهفة جارفة ودعوات صادقة ترافقنى فى طرقاتى وفى داخل ذاتى تورق فى قلبى واحة من الحب والأمان مشاتل من الصفاء والرحمة والحنان باقات زهور ستظل يانعة بداخلى أينما ذهبتُ فى أى زمان ومكان أمى..
من منا يجيد انتقاء الكلمات ومفردات لغته ليعبر عما بداخله تجاهك عن خوفكِ وحيرتكِ ولهفتكِ عن مناجاتكِ للرحمن ودعاءكِ لنا فى الليل والنهار.
من منا يوفيكِ حقكِ من منا يحبكِ مثلما أحبنا قلبكِ وأعطنا بلا مقابل ونحن نبخل عليكِ بالسؤال.
أمي.. أنت أشعة الشمس التى تنير لى الحياة وعبير الهواء الذى أتنفسه وسنابل الخير فى كل حياتى وطوق نجاتى فى دنيتى وآخرتى.