هي نفس الأرض ، نفس الأماكن ، ولكن أين هؤلاء البشر؟؟ ما الذي اختلف، هل الأخلاقيات أم غياب الأسرة أو الفقر أم كلهم، أسرح وأنا أشاهد فيلما عربيا في الخمسينات، الحقيقة لم أكن أتابع الفيلم مطلقا، بل كنت أتابع سلوكيات الشارع المصري أنذاك.
أين اختفت أخلاقيات الحارة والشارع؟؟ هل يعقل اننا سلالة هؤلاء البشر
البيوت في الحارة وكأنهم أهل لا تعرف أيهم أم محمد أو أم مايكل، كلهم يد واحدة طعامهم موزع علي مائدات جيرانهم فكانت تحل البركة، لم نسمع أو نشاهد انذاك، تلك المسماة بالفتنة الطائفية، الفتيات يترددن على الجامعات والمدارس بكل حرية و سهولة و يسر تحيط بهن عيون الاحترام و التقدير،
سواء بالمواصلات أو السيارات، يذهبن للشواطئ ويلعبن مع صديفاتهن.
لم نسمع وقتها عن التحرش، وقلة التهذيب الموجودة الآن علي الساحة، بل حتي الفتوات أو كما يقال عنهم البلطجية، كانوا معروفين أنذاك، المستشفيات الممرضات الاطباء حتي المرضي؟؟ اختلفوا ، لا اتكلم عن آلاف السنين وعصر الفراعنة مثلا، بل عن مصر منذ حقبة بسيطة، لا تتعدي الـ60 عاما، المخدرات، التحرش، القتل بدماء باردة، كانوا مصريين؟؟؟؟ نعم ونحن؟
هل سنطل دائما نبكي علي اللبن المسكوب و نهمس لانفسنا ، مصر تاهت بين الحضارة والتحرش والجريمة، ماذا حدث؟؟ إنني لا أتكلم عن الفراعنة وعصرهم بل أتكلم عن الآن.