لم يحظ مكان فى العالم بهذه القدسية العالية؛ مكان تجلى عليه رب العزة وكلم عليه نبيه موسى عليه السلام. إنه جبل الطور بجنوب سيناء ودير سانت كاترين الذى يحويه، وما أدراك ما سيناء فكل شبر بها يحمل من القداسة ما يجعلها تستحق أن تكون ملتقى للأديان.
المكان يعبر عن حالة من الحوار بين الأديان؛ حيث وحدة الهدف "الله" مع الاحتفاظ بخصوصية الشعائر والعبادات، وهى رسالة تختزل العديد من معانى السلام والتسامح وتقبل الآخر .
جاءت فكرة ملتقى السلام العالمى بحضور أكثر من 30 دولة بممثليها فى وقتها المناسب لتخبر الجميع أننا نعيش فى مناخ آمن جداً، ولجذب أنظار الإنسانية جمعاء لمكان بارز فى السياحة الدينية.
لكن ماذا بعد انتهاء الملتقى، ماذا بعد أن نصلى معاً ؟!
فالأمر لا يقتصر على لفت أنظار الآخرين لبعض الأماكن السياحية وحسب؛ بل إن تعم الفائدة من هذا الحدث خارجياً وداخلياً ، فالمطلوب من إعلامنا بعد انتهاء الملتقى أن يسلط الضوء على أهداف الملتقى ببعض البرامج الحوارية، ثم إثراء الفكرة من خلال برنامج للأطفال يقوم برحلات لنفس المكان مع تجسيد للشخصيات التاريخية به والتعريف بالأماكن، ومن خلال برامج سياحية تتفقد أجزاء المكان ليرى الناس من جديد كيف هو التراث البدوى وما يميز هذا المكان فى الأعشاب الطبية التى تتميز بها أرض سانت كاترين.، و كذلك من خلال برامج دينية توضح قيمة جبل موسى فى الأديان الثلاث .
وعن الدور التربوى فنجد أن العديد من الأبحاث والدراسات التى اهتمت بفكرة حوار الأديان و قبول الآخر قد انطلقت بأفكار نظرية دعمتها ببعض الأنشطة العملية .
لكن الجديد فى فكرة الملتقى الرائعة أنها تجاوزت كل هؤلاء بعبقرية المكان "سانت كاترين" الذى يحوى الأديان الثلاث فى مكان واحد، فكرة جعلت من الملتقى حمل رسالة تربوية رائعة تصلح أن تكون ضمن مناهجنا الدراسية فى كل المراحل التعليمية .
إذن الأولى بنا بعد أن نصلى معاً ...
أن نبنى معاً وطناً خالياً من الكراهية وتهميش حقوق الآخرين .
أن نجعل من ثقافة التسامح وقبول الآخر أسلوب حياة بيننا .
أن نركز على نشترك فيه معاً فى الإنسانية أكثر مما نختلف فيه .
أن نعلم أبناءنا أن الاختلاف سنة كونية ، والاحتفاظ بالخصوصيات واجب إنسانى .
أن تتعاون الجهات الإعلامية والتربوية معاً من أجل الوصول لهدف ... كيف نتعامل مع كل من يختلف معنا فى الثقافة أو الفكر أو العقيـــدة ؟
دمتم بوطن ملىء بالمحبة والسلام