نظرت فى المرآة ففوجئت بخصلة شعر بيضاء، هالتها المفاجأة وحزنت، فكرت أما من صبغة شعر تخفى هذا اللون الأبيض! جاءها الفكر ينافس حزنها؛ فيما مضت الأيام والسنون؟ كانت طفلة جميلة مدللة سارت فى الدرب سعيدة، تشع من عينيها نظرة التفاؤل، تأمل أن يكون طريقها ممهد بالزهور الجميلة، تستعد جميع حواسها لاستقبال السعادة.
رقيقة هى فى مشاعرها، طفلة فى مرحها، قوية عند الحاجة إليها، جميلة اذا تأملتها، خجولة اذا مدحتها.
أحبت حاضرها وصانت ماضيها وتطلعت إلى مستقبلها، سارت فى طريقها؛ تعثرت فى صخرة صغيرة فتالمت وبكت، كم هى رقيقة، لكنها لم تبالى وأكملت طريقها .
اصطدمت فى جدار فتالمت وسقطت فلم تبالى وأكملت طريقها ولكنها فقدت بسمتها وزاد حذرها.
أصابت رأسها صخرة كبيرة فتألمت كثيرا واستعدت جميع حواسها لتوقع الشدائد وأصرت على إكمال طريقها، سقطت فى حفرة كبيرة فصرخت ولعنت وتغير شكلها.
صارت تتحسب لأى عائق فى طريقها، زالت بسمتها وعلا صوتها لكن لم يضعف هذا من عزيمتها، فهى ستمضى فى طريقها لعلها تجد زهورها التى لم تجدها طوال الدرب.
وانتهى الطريق ولم تجد زهورها، نظرت حولها فلم تجد اى ونيس..، فقط وجدت مرآة فنظرت إلى نفسها فلم تعرف من تلك التى أمامها ! فقد وجدت امرأة اخرى بخصلة شعر بيضاء .