درجت على ألسنة العامة عبارة قانون سكسونيا عندما يطبق القانون فى بلد ما بطريقة خاطئة، وسكسونيا هذه هى إحدى الولايات الثلاث فى ألمانيا الرور والسار وسكسونيا، وكان لولاية سكسونيا فى الماضى قانون ينص على أنه إذا ارتكب أحد من عامة الشعب جرما يتعلق بإزهاق الروح البشرية تكون عقوبته الإعدام، أما إذا كان مرتكب الجريمة من عليت القوم فكانوا يأمرون الجانى رفيع الشأن بأن يقف تحت الشمس بحيث يكون له ظل ويبدأون فى محاكمة ظله ويعدمونه أى يعدمون الظل، واتخذ ذلك السلوك مادة للتندر والسخرية بين الناس وقد أخبرنا الإسلام منذ ما يزيد على 14 قرنا من الزمان عن مثل هذا السلوك الذى كان سائدا قبل الإسلام، فَعنْ أُمَّ المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهَا أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أن فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا(.
وقد قال لنا أهل العلم المختصون بتحقيق الجرائم، إنه لا توجد جريمة كاملة مهما بلغ مرتكبها من الدقة والحيطة والحذر، فلابد أن يترك ثغرة من شانها أن تكشف أمره ويقع تحت طائلة القانون.
وقد يستهين البعض بأرواح الناس ويجعلونها لعبة فى أيديهم كما تلعب القطط بالفئران ثم تقضى عليها، كذلك يفعل المجرمون الذين فقدوا ضمائرهم من اجل عرض زائل وعارية مستردة !؟
قد يتفنن الجانى فى تنفيذ جريمته بحيث لا يترك أثرا أو ثغرة تكون دليلا على إدانته ولكنه غفل عن قانون السماء عن قانون رب العالمين الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.