أقرأ كثيرا هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقات متنوعة، عن تمنى السفر وان الوصول الى كرسى الطائرة هو اقصى الامانى والاحلام بالنسبة للشباب، ولكن السؤال هل هو سفر للهجرة والعمل أم للتنزه والمتعة أم لطلب العلم؟ فكله سفر ولكن يختلف الغرض منه وكيفيته وكل شيء فيه.
إن السفر للعمل بالخارج هو طموح أغلب الشباب، وذلك نظرا للظروف الاقتصادية والبطالة ولكنهم ينسون أن لا شيء فى هذه الدنيا دون مقابل، لا شيء مجانى، فالغربة تعطيك مالا ولكنها تأخذ منك دفء الوطن والأهل، تأخذ منك رفاقك تأخذ منك شبابك تأخذك كلك ولا تعيدك مرة أخرى، وإن عدت ستكون شخصا آخر يميل للعزلة وللوحدة وقلة الكلام، لا تحب التجمعات ولا ترغب بها، تلك احدث الماركات ولكنك تفتقد تلك البطاطا المشوية على تلك العربة على كورنيش البحر او النيل، تفتقد سهرك مع أصدقائك، تفتقد جميع المناسبات العائليه التى لم تحضرها وان حضرتها تشعر بأنك الغريب الوحيد من بينهم.
أما السفر لطلب العلم فهو سفر طالبنا به نبينا الكريم صلوات ربى وسلامه عليه عندما قال اطلبوا العلم ولو فى الصين، فحجم الاستفادة هذه الايام كبير جدا نظرا للتقدم العلمى والتقنى للدول الغربية والفارق الكبير بين دولنا ودولهم فى تقديس العلم والبحث العلمى، ولا مجال هنا للبكاء على الاطلال وتذكرنا لحجم حضارتنا الاسلامية وعلمائها فهى بمثابة دفن الرأس فى الرمال .
أما السفر للمتعة والاطلاع على ثقافة الشعوب الاخرى فهو متعة لا تضاهيها متعه ومنفعة كبيرة، وكما يقولون للسفر 7 فوائد، السفر سيعلمك أن تحترم الاخر وتحترم ثقافته وان ترى ما هو مختلف فى مجتمع مختلف فى طباعة وعاداته وتقاليده، أن تزور الأماكن السياحية وتطلع على حضارة وتاريخ البلاد المختلفة ستراهم وهم يتحدثون ويتعاملون ستكتشف مساوئ ومحاسن بلادك، كم ستكتشف موهبتك فى التصوير التى حتما ستكون شغلك الشاغل سافروا لطلب العلم وللاستمتاع وللزيارة سافروا تحرروا من افكاركم المتجمدة تقبلوا الاخر وثقافته.
تعلموا من الجيد واتركوا السيئ القبيح المتنافى مع دينكم وثقافتكم أن رأيتم تحضرا وثقافة محترمة فقلدوها وان رأيتم ما هو سيئ وبعيد عن الفطرة فاتركوه، واحمدوا ربكم على نعمة الحياء وعلى نعمة عدم التجاوز .
سافروا ...سافروا ..