فى بعض اللحظات لا ترغب إلا أن تختبئ بداخلك..تتوارى بعيدًا عن كل أحد..تتلاشى عن الأعين..ترتاح إلى انفرادك وعزلتك..
كنت تعيب عليهم انطوائيتهم حتى غدوت مثلهم..ربما لأنك توحدت معهم.
تَرومُ أن تسدّ أذنيك عن كل زيف ..
بلغ بك شعور الامتلاء بالبشر مداه ..
شىء بداخلك كجهاز إنذار يلكزك بين الحين والآخر كلما هممت بالمخالطة..
يبدو وكأنّ كل شىء أصبح حقيقة سواك..
سئمت تأطيرك بين جدران القوة وصبّ شخصيتك فى قالب "السوبر إنسان" وكأنّ شيئا مقيتا يُسلمك إلى نظرية الإنسان الأعلى التى أودت بصاحبها " نيتشه" إلى الجنون والخذلان.
غدوت تشبه الساعة الرملية ينساب الرمل من أحد جانبيها ليصب فى الأخرى وهكذا دواليك..
لديك ما يشبه الحنين الرومانتيكى إلى البكاء بصراخ .
أن تُصرّح بتنهيداتك المكتومة دون مواربة فكم من مرة تم وأدها فى اللاوعى لدينا خشية أن ترمقنا نظرات الإشفاق..
كم بدونا أمامكم كناطحات السحاب أو الجبال الراسيات..ونرومُ الآن فى عزلتنا أن نستسلم لنوبات البكاء..
سئمت وقوفك على خشبة المسرح لتقوم بدور كل الأبطال..فأنت الذى وراء الكواليس وأنت الذى حين يُرفع الستار!!
كم مللت ترتيلك تلك الكلمة الرتيبة كلما سُئلت عن طقسك النفسى فقلت "لاشىء " الكلمة التى يتوارى خلفها شبح الآلم وتنهيدات لكسرة القلب..
وكم خلفها تتوارى حركات كثيرة من الرفع والنصب والكسر خلّفتها قصصك الموجعة.
كلمة" لاشىء" هى كالسدّ لفيضان مجهول للآخرين.، لو انكسر لفاضت دموعنا بلا مواربة.
فإلى كل من داوموا الظهور بأقنعة القوة والثبات ارموها قليلا عنكم واحتضنوا حقيقتكم لتروا جمال لوحتكم حالما تعترفون بضعفكم..تصافحوا مع أنفسكم ..تجردوا قليلا من أسلحتكم وشاهدوا ذواتكم بدونها فى تلك الأسمال البسيطة ستبدون أجمل وتعشقون الحياة..إنسحبوا من ساحات قتالكم قليلًا إلى بعض عزلتكم الشعورية، ففى بعض العُزلة حياة.