يتصور كثير من الآباء والأمهات أن التحول السيئ فى تصرفات الأطفال وقيامهم بالعناد والتمرد إنما هو قسمة ونصيب فقط أو أنه شيء حدث فجأة دون مقدمات، وهذا خلل واضح فالأب والأم هما السبب فى ذلك بلا شك نتيجة التربية الخاطئة وعدم قيامهم بالتحصين الأمثل لأبنائهم، وعناد الطفل إذا لم يُعالج العلاج الأمثل يكون نواة للتحجر والتمسك بأفكار خاطئة وخاصة الأفكار المتطرفة فيما بعد بمختلف أنواعها تطرف سياسي، واجتماعى وديني، ولكونى مدرب تنمية بشرية متخصص فى تعديل الفكر المتطرف يمكن توضيح أسباب وعلاج هذا الأمر، ففى أحدث الدراسات التى تكلمت عن كيفية سير عملية العناد عند الأطفال وُجد أن المنطقة العصبية فى الدماغ للمعاند والتى تتعلق بتحليل المشاعر السلبية هى الأنشط خلال مرحلة العناد مع الآخرين، فيما وُجد أن المنطقة العصبية المتعلقة بفهم منظور الآخرين كانت الأقل نشاطاً أو معدومة النشاط.
وهذا يؤكد أن دماغ الأطفال العنيدين تكون شبه معطلة خلال شجاراتهم مع أهلهم، بما أنهم لا يسمعونهم فعلًا، ولا يصغون إليهم، بل لا يضعون أنفسهم مكانهم، فدماغهم يقوم بتصرفات مبنية على مشاعر سلبية سابقة، مما يجعلهم غير متقبّلين أو متفهّمين للرأى الآخر.
ويمكن تحديد أهم أسبـاب الـعـناد عند الأطفال فى التساهل والتدليل الزائد فى وقت سابق ثم منعه فجأة، فالطفل لا يتقبل هذا الأمر ويريد الاستمرار بالحصول عليه بالعناد، محاكاة الوالدين وتقليد مزاجهما العصبى، أو تقليد الآخرين من أقارب أو أصدقاء، إصرار الوالدين على ضرورة أن ينفذ الأبناء الأوامر بدون شرح أو إقناع فى حين توجد عند الطفل أسباب أخرى - وجيهة من وجهة نظره - لرفض الموضوع، رغبة الطفل فى تأكيد ذاته واستقلاليته وخاصة عند اعتقاد الأهل بأنه مازال صغيرًا أو وصفه بالضعيف أو الفشل و الصوت العالى والعنف فى التقويم دون توضيح أضرار ذلك.
ويمكن التعامل مع الطفل العنيد عن طريق فهم احتياجات طفلك واهتمامات وأسباب ونوعية التصرف السيئ أو المندفع، ففهم سبب التصرف مهم لعلاجه بتلافيه بقدر الإمكان، و كن قدوة حسنة لطفلك فى السلوك والتفكير والوجدان تلك القدوة تجعل حياة طفلك مدرسة ينشأ فيها بأفضل صورة، و استخدم الحزم ولا تستخدم القسوة، وأسلوب الحوار والمصاحبة مع طفلك بدلا من الأوامر والنواهى وامنح طفلك بعض الخصوصية ولكن تابعه وراقبه عن بُعد امدح وشجّع طفلك ولا تنظر إلى قلة ما يقدمه.