فى ذكرى مولد الحبيب سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، الذى أشرق بمولده النور فأضاء الدنيا بأسرها, الذى أحبه ربه حباً ليس بعده حب ويكفى تكريم ربه له بأن قال عنه فى قرآنهالكريم "وإنك لعلى خلق عظيم"، وهو تكريم ما بعده تكريم وشرف لم ولن ينله أحد من البشر غير خاتم الرسل سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
يذكرنا رسولنا الكريم بأن أقرب الناس إليه مجلساً يوم القيامة أحسنهم أخلاقاً، وهذه رسالة لنا جميعاً أن نتحلى بالخلق القويم والسلوك الطيب الحسن حتى نكون بقربه، صلى الله عليه وسلم، فى الجنة بإذن الله.
ونحن نحتفل بميلاد المصطفى علينا أن نحتفى بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً باتباع سنته والأخذ بكل ما أمر به والبعد عن كل ما نهى عنه والاقتداء به فى كل ما كان يفعله فى حياته.
علينا أن نقلده ونحتذى به فى كل تعاملاته مع جيرانه ومع زوجاته ومع أصحابه، وسأضرب أمثلة من حياته، صلى الله عليه وسلم، علنا نهتدى بها.
حينما كان جاره اليهودى يلقى بالقاذورات أمام منزل سيدنا النبى عليه الصلاة والسلام لم يؤذه ولم يتشاجر معه ولم يسبه بل حينما تخلف اليهودى يوماً عن إلقاء القاذورات وعلم سيدنا محمد بمرضه ذهب إليه ليزوره ويسأل عليه فأسلم اليهودى من حسن أخلاق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وكان، صلى الله عليه وسلم، يقول للسيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها حبى لكى كعقدة فى حبل فتمر برهة من الزمن فتسأله أمنا عائشة كيف حال العقدة يا رسول الله فيقول لها على حالها. هذا هو الحب الحقيقى.
وقال، صلى الله عليه وسلم، ذات مرة والله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، وهذا رد كاف وشاف على من يتغنى بدول الغرب وما تتمتع به من شفافية وعدالة وديمقراطية وهى المبادئ ذاتها التى أرساها وحققها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام من الزمان.
هذا قليل من كثير عن سيد ولد آدم سيدى وسيد البشر سيدنا محمد صلوات الله وتسليماته عليه، فلنحتفل بذكرى ميلاده بأن نسير على هديه ونهجه فلا نحيد عنهما أبدا، وكل عام وأمة محمد بخير وسعادة.