تحتفلُ مصر والأمّة الإسلاميّة فى مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النبوى الشريف الذى يصادف اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول فى كلّ عامٍ هجريّ، حيث درج المسلمون على الاحتفال بمظاهر شتى تختلف باختلاف البلدان، ولكن يرى كثير من المتشددين حرمة وبدعة ذلك، بل منهم من يرفض شراء حلوى المولد لأولاده بزعم حمايتهم من الوقوع فى العمل المبتدع، ويمكن الرد على هذه الشبهات فى نقاط وهي:
قالوا ما فائدة الاحتفال بالمولد النبوي؟
نقول: يتم الاحتفال إعلانًا لمحبة النبى الكريم، وتقديرًا وتعبيرًا عن حب النبى صلى الله عليه وسلّم وتذكيرًا لعامة الناس بحياته ومكارم أخلاقه.
قالوا حلوى المولد بدعة مذمومة؟
نقول: إن شراء حلوى المولد، والتهادى بها، والتوسعة على الأولاد هى من إطعام الطعام المأمور به شرعًا.
قالوا لا دليل من القرآن الكريم ولا من السنة على مشروعية الاحتفال بالمولد؟
نقول: الأدلة على مشروعية الاحتفال بالمولد من القرآن والسنة كثيرة منها: قوله تعالى: ﴿وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ﴾ [سورة إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى: كل أيام الله المباركة ومنها وأعظمها يوم مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن السنة فقد سُئِل صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال: "ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه"، وهذا دليل على احتفاله بيوم مولده.
قالوا لم يجز أحد من العلماء الاحتفال به؟
نقول: بل لم يُحرّم الاحتفال إلا قلة قليلة جدًا، وأكثر العلماء على جواز الاحتفال به كما قال كبار الفقهاء والمحققين أمثال الحافظ ابن حجر العسقلانى والسيوطى وغيرهم كثير.
قالوا الاحتفال بالمولد إحداث أمر ليس له أصل فى الدين؟
نقول: الاحتفال بذكرى مولده لا يصطدم مع أصل من أصول الدين، بل داخل فى السنة الحسنة وهى قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا».