أحمد الغرباوى يكتب: الحُبُّ مِعْطف صمْت

في الشّتاء الكئيب مِعْطَفُ الصّمْتِ؛ لايَمْنع الحٌبّ.. مِعْطَفُ صمْتِ؛ لايَمْنع مَطر.. فقط يَجْعلنا نسيرُ تحته.. تبلَلنا قطيْرَاته.. فَلِمَ لِمَ لانغرق في الحُبّ دَفا..؟ وليس في (الصّمت) جَفا..؟ حبيبي.. الحُبّ مَنّ (غَيْثُ)؛ لا رزء (مَطر).. الحُبّ في الله قَدْر..! لاتَحْزن أيّها القلب فالصّمتُ السّاكن بَيْاضَ الننّي.. إباء في الله حُبّ يوماً ما يهدرُ مَوْجَ يَمّ.. غلق جَنّة شطّ! إيواء في الله رَبّ..؟ لاتحزن أيّها القلب فكم من (صَمْتٍ) يُحْي مَوْت..؟ وكم من مَوْتٍ في رَدّ (صَمْت)..؟ حبيبي.. في الشتاء الكئيب مطرٌ يغسلُ أحْزَانك؛ لايستطع..؟ ربّما تعجز زخّات قطيْراته؛ أن تمنع عصفور هوى في تغريده؛ يشفقُ على وِحْدَةِ أحْضَانك..؟ رُبّما وِدّ المِعْطف الثقيل؛ لن يلفّ سَكَن حَنْين رَعْشَاتك..؟ رُبّما تتوّهم أن الشّمْسيّة لم يَزل أثار ريح بطن كَفّها؛ عالقٌ بمقبضها تستطِع.. و ويُمْكِنها أن تحجب زخّات ندى..؟ وتزعم أنّ الحُبَّ و(الصّمت) بلا لُقا..! حبيبي.. الحُبّ يَسِلْ.. لايوقفه مَطْر؟ بل أمر قضا..! في الشتاء الكئيب لا أحد..! رُبّما أحبّ أنْ أسير تحت المطر..؟ فلايفرّق بين دموعي وحَبّات مَىّ السّما أحدٌ.. أحد.. في (الصّمْتِ) ترحلُ حبيبي.. و.. ويبقى لي الحُبّ بُوح مَطْر.. قدر قدرٌ إباءُ (غيْثٍ) في دموعِ قدرْ..! حبيبي.. (الصّمْتُ) حُزْنٌ وفي الحُزْنِ؛ لاوَقت لأحد.. الحُزْنُ لايَمْنح وقته إلا للصّمْتِ.. يَغْدو للدّموع كَفَنْ.. الحُزْنُ فقط فقط يعبأ لمن أجلهم أوردوه أرْوَاحَهم؛ التي تَسْكُن أرْوَاحنا.. قسوةُ حُزْنٌ؛ عندما يتحمّل عِبء وَجْع جَلد.. ظُلمهم ألاتمسّ روحهم.. وهم.. وَحْدهم مَنْ بَيْدهم؛ يَنْتهي مِقْبض السَّوطِ؟ في الحُزن أبداً.. أبداً لاجمال! بل مُرّ ذائقة روح.. وجع؛ أوغرق بَحْر.. إلا مَنْ رَحْمَه رَبّه؟ وأصعب حُزْنٍ ما يدوم يدومُ في حَيْاء قلبٍ؛ وصدق في الله حُبّ؛ فيعتاد يعتاده رِفقة مَسْير دِرْب..؟ توأم عَيْش..جَنّة أرض! حبيبي.. يطول.. ويطول (الصّمْتُ).. ويبتلعُ الغَيْمُ السُّحبَ؛ كثافة سكون وفي غابات العِنْاقِ؛ يأكل السبعُ القُبْلَ..؟ ويفترس الذئبُ وَدَاعة بَرْاء غنم؛ ببَضّ روحي؛ المُلتحف بخدّيْكِ.. ويتقطّر السِمّ.. وأناملي تتهادى تقاوم حَرْار الإحمرار يَسْكُن ندبتيْكِ..! حبيبي.. لاتجعل (الصَّمْت) يُطْبِقُ على عُنق الصباح..؟ يوم يُغْرّدُ عصفورُ حُبّ لَمْ لَمْ يَخْلف مَوْعده أبَدْاً؛ فجر كُلّ يوم؛ منذ صرت نغم لحنه لا تجعل (الصّمْت).. يحرقُ ريش جناحيه بَرْقاً؟ وعَنْ عَمْدٍ تُسْقِطه ضربات صقيعْ..؟ وتعود تسأل حبيبي: ـ (ليه) عِشْقنا ممنوعْ..؟ (ليه) عِشّْنا غير منيعْ..؟ وكم من الحُبّ هارب وخائف؛ يقول: ـ (الصّمت) أبلغُ رَدّ..! وكم في رَدّ (صَمْتٍ) جُبنٌ.. جُبنْ! وأيضاً؛ حبيبي: ـ كم في الله يموتُ حُبّْ..! بأيدينا يخنقه (صَمْتُ) ظلماً.. ظُلمْ! حبيبي.. في (الصّمْت) جُزءُ جُزء يموت فينا.. يُغْادِرُنا (عِشْقُ الرّوح) ويَكْتمل بالجُزْءِ الأكبر.. ماتبقّى لينا ولرزق حُب في الله أبَداً.. أبَداً ما أبَيِنا! وآبانا يوم يوم في الله لبّينا..! حبيبي.. ـ إعلن للعالم: من في الله يُحِبّك يحفظُ ويصونُ حدودَ سَتْركْ..! ـ إعلن للعالم: من في الله يُحبّك لديه يغدو؛ العطاء والإباء سواء لاينقص قدركْ..! ـ إعلن للعالم: غصب عنّي أنا أنا من في الله لايزل لايزل يُحِبّكْ..!