نادين طارق سليم تكتب: سلامى للغة العربية

حال كثير من العرب ما وصلوا إليه فى لغتنا الأم، اللغة التى نذكرها دائما فى كتبنا أن بفضلها تقاربت المسافات بين الوطن العربى وأصبحنا أمة واحدة، أصبحت تعانى لغة الضاد من أخطاء كثيرة أصبح سمة هذا الجيل عدم قدرته على كتابة صحيحة لجملة بداية من الخلط بين بعض الحروف على سبيل المثال التاء و الطاء انتهاء بالهمزات. ليس العيب فى أن نخطئ أو كوننا لا نكتب بالطريقة الصحيحة، ففى الأخير نحن لسنا شعراء أو حتى موجهين ضالعين فى اللغة العربية، ولكن تكمن المشكلة بمن يكتب يعلم أنه يكون مخطئا ولكنه لن يتراجع حتى يتدارك خطأه أو حتى يتعلم منه. تكمن أيضا فيما أصبح عليه معظم شباب الجيل الحالى وهذا بعد أن انتشرت وسائل التواصل الاجتماعى وأصبح الفرانكو هو اللغة السائدة بين الشباب عليها وهو تحويل اللغة العربية إلى كتابتها بالإنجليزية وذلك تسهيلا للكاتب حتى لا يبذل عناء أن يبحث عن الحروف العربية. ولكن لم تصل الفاجعة إلى وسائل التواصل فقط وإنما وصلت إلى لسان العرب انتشر التحدث بالعربى المكسر أو ما أسميه "انجلواراب" فكل ما عليك فعله حتى تتحدثها هى أن تنطق العربية ولكن ليس بشكل صحيح فقط ادمجها مع بضعة الكلمات الإنجليزية وأثناء حديثك افعل وكأنك تحاول ترجمة العربية من الإنجليزية حتى يظن الناس أنك "ابن ناس". ينقسم هؤلاء النوع من الشباب الى قسمين، فالقسم الأول: هو من تعلم فى مدارس الأجنبية واللغات التى يكون مستواه ضعيف جدا فى العربية ولكن معظمهم لن يكلف خاطره بأن يقرأ كتب بالعربية أو حتى تصفح الجرائد وأخبار العالم فكل ذلك لان من وجهة نظرهم أن العربية قد ولت وأصبحت موضتها قديمة فباتت كل علاقته بها أن ينجح فى مادة اللغة العربية المقررة عليه فى الدراسة، وكنت أنا منهم لا أنكر ذلك ولكننى رأيت تمسك الأجانب الشديد بلغاتهم وعدم حديثهم بلغة أخرى غير اللغة الأم واعتزازهم بها، فلماذا نحن نتنازل ونفقد هويتنا التى كنا قد غزونا العالم بها وبلغتنا العظيمة. أما القسم الثاني: وهو من كان يريد أن يكون مثل القسم الأول لكنه لم يستطع فيبدأ فى التنصل من لغته محاولة منه أن يكون مثلهم وهذا النوع ما أطلق عليه النوع الضائع لأنه يقلد تقليد أعمى لما يراه ويتصرف كما يتصرف من حوله بجهل تام وذلك لا تناسب مكانته أو حتى بيئته المحيطة. مشكلة أخرى تكمن فى استخدام اللغة استخداما سيئا وهى أننا لا نعى أن مثل هذه اللغة لغة المقدسة أنزل الله بها كتابه الكريم وذلك حتى يحفظها من الضياع، ولكن هل كانت تعلم اللغة أننا سوف نثرى معجمها بداية بهذا الكم الهائل من البذاءات التى اضفناها إليها إلى مثل هذه الأغانى السفيهة التى لا تمت إلى جمال وعظمة اللغة فى شئ وأصبح تطويع اللغة لكل ما هو سيئ حتى بدأت فى الانحدار من سئ إلى أسوأ حتى لا أعلم الى أى مرحلة ستصل اللغة معنا. لست من حماة اللغة ولن أقول أننى من الغيورين على اللغة العربية و لكننى على الأقل استاء كثيرا من عدم احترام لغتنا وخصوصا أنها اللغة الأم والأساسية فى دولتنا، أتذكر أننى فى إحدى مراحل الثانوية التى كنت بدأت أدرس بها مراحل تطور الأدب العربى والشعر العربي، درست قصيدة للشاعر حافظ إبراهيم والذى كان يتحدث فيها عن لغة الضاد والذى قال بها " عندما بدأت الدعوة إلى العامية فسدت الألسن" توقفت كثيرا عند هذه الجملة لاننى أطلقت العنان لخيالى فى هذه اللحظة فقفز أول سؤال إلى ذهنى "ماذا لو كان حافظ إبراهيم يعيش معنا حتى اليوم؟".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;