حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، 25 نوفمبر للقضاء على العنف ضد المرأة، فى القرار رقم "54/134"، ولا بد من شرح حجم العنف الممارس لبعض السيدات و الفتيات بمصر، أعتقد أن الموضوع له أبعاد كثيرة، فالعنف ضد بعض السيدات أو الفتيات يبدأ من الأسرة، كيف؟؟ هنا تبدأ القصة.
ففى بعض الأسر تنشأ الفتاة على أنها كينون بيتي، غير قابل للتعامل مع الخارج، مهمتها تنحسر فى البيت، ففى تلك المجتمعات تكون البنت مجرد آلة فى بيتها، تتعلم كيف تغسل وتطبخ وتنظف البيت، تتعلم القطاع العمياء، ليس لها رأى وإن أخطأت فالعصى هى التى تتكلم والمثل الشعبي، فى مثل تلك الحالات، "اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24"، فتعتاد المسكينة على الخضوع والذل، وعندما تغادر بيت أبويها لبيت زوجها، تصبح خاضعة تماما لزوجها وإلا ستتكلم العصى وتنجب فتيات وتمارس معهن ما تعلمته من كبت وذل وهوان، البنت لا تتكلم، ولا تعترض البنت كبيرها المغرب وتكون فى البيت، البنت تخرج مع والدتها فقط، فتصبح تلك الفتاة عرضة لأى عنف قد يمارس عليها من الزوج أو المدرسة أو وحوش العالم الخارجى والمتمثل فى جرائم التحرش أو الاغتصاب- لا سمح الله-.
ولكن هل فقط فى بعض القرى أو المجتمع المغلق تنشأ تلك الفتاة، لا، فقد تنشأ فى اسرة عادية متعلمة، ولكن غياب الأم أو الأب أو كليهما بسبب لقمة العيش تجعل منها فتاة مهزوزة مفتقدة الحنان مما يعرضها للذئاب البشرية فتكون فريسة سهلة نظرا لعدم توازن الاسرة، أو تكون مفتقدة المادة فهناك بعض الأسر التى ترى ( من وجهة نظرها) أن المال قد يفسد الفتاة وأيضا تقع الفتاة بين براثن بعض الشباب غير السوى فيمارس معها العنف بعدة طرق معروفة، إن الاسرة يا سادة هى ركيزة أى مجتمع والأم هى المدرسة الوحيدة لأولادها، فإن كانت تتحلى بالعلم والخلق أنجبت فتيات، يهابهن الشاب، قبل الفتاة همسة فى اذنك سيدتى مهما كان عملك، ومهما كانت مسئولياتك، تذكرى أن مسئوليتك الأولى والأخيرة هى تنشئة جيل صحى، وان ابنتك وابنك هما امانة سوف تحاسبين عليها.
تقربى من ابنتك وانزلى بمستواك العقلى والمهنى وتقاربى لعمرها واجعليها صديقتك، وقتها ستعلمين ما يدور برأسها، تقربى للأصدقاء المقربين منها وتعرفى على أسرهم، اجعليها قريبة منك حسب سنها ورافقيها فى أحلامها وطموحاتها، وحققى لها قدر المستطاع ،علميها القرب من الله وحبه والخوف من غضبه، وتذكرى سيدتى أن الأم مدرسة فمنها يستقى الأطفال كل الطباع والخصال، فكونى قدوة لابنتك و علميها أن لا تخاف الا من الله سبحانه وتعالي، وعلمى ابنك أيضا أن البنت والولد متساوين أمام المجتمع، فى السلبيات والايجابيات، وليس معنى الرجولة أن تهين أنثى ضعيفة أو تمارس ذكورتك عليها من ذل وهوان، علمى ابنك سيدتي، أن البنت، هى الأم، هى الأخت، هى الابنه، فيما بعد فمن عامل امرأته كأميرة، فبالتأكيد تعلم على يد والدته.