كنت قد قررت تقديم استقالتى لكن زملائى نصحونى بالتروى والانتظار وبالفعل مر اليوم بصعوبة بالغة حتى جاء موعد العمل فارتديت ملابس العمل وجاءت السيارة لتقلنا وحضر الشيف محم كاسكتا ورأنى بملابس العمل فكتب لى ورقة أدخل بها القرية لأنه سبق وأن أمرهم بعدم دخولى هناك.. ثم عاد وتكلم معى حديثا أخويا بأنه لا يجب أن أقلق ويجب أن أصبر وسيقوم بنقلى قريباً خارج المطبخ فى خلال شهر، وأنه يخاف على من التهور وعدم السيطرة على جماح نفسى ويطلب منى السمع والطاعة ليقوم بترقيتى قريباً طاهى فكل الطهاة كانوا يعملون فى وظيفة استيوراد مثلى فى المطبخ وكان لهذا الحديث أثر جعلنى أستجيب لتلك الليونة وقمت بالحوار معه وأعربت له عن أمنيتى بأننى أريد أن أكون خارج نطاق المطبخ لأنى أفضل استغلال مهاراتى فى اللغة فى التواصل والتعامل مباشرة مع الأجانب وأخذ يستمع لى حتى النهاية وكان فى منتهى الهدوء غير المعهود فيه ثم استأذنته وتركته ولأذهب للعمل ومرت الليلة على خير ،بالمناسبة لم أترك صلاة من الفروض حتى الآن.
اليوم 10/9/1991 فى السابعة و45 دقيقة عدنا إلى الفندق وتناولنا الإفطار كالعادة فول أسود اللون ويلاً له من فول أو العدس الذى يقدم لنا وكأننى فى فترة التجنيد.. خرجنا نمارس الرياضة وقمنا بمجهود خارق اليوم.. اكتفينا بالعدو مسافة كبيرة ثم ذهبنا للسباحة بعد ذلك ورغم المياه هذه المرة كانت كلها أمواج عالية ويبدو أنها بسبب حركة المد إلا أننا استمتعنا فى المياه وبعدها عدنا للاستحمام وغسيل ملابسنا ثم قومنا بنشرها على سلك كهرباء صنعته بيدى كحبل غسيل وقمت بتعليقه فوق فراشى ..بالمناسبة يوم السبت والثلاثاء أسبوعياً يقومون بغسيل ملابس العمل.. ونقوم أحياناً ببعض الأساليب الكوميدية والشقاوة لكى نضحك ضحكة بريئة.. فى هذا اليوم قمت بمسيح الغرفة بالفنيك والسافو والكلور.. استعرنا هذه الأشياء بطريقة غير شرعية وأحضر أحمد مبيد حشرى لنقاوم به الذباب العجيب الذى لا يقهر فى غلاسته عند محاولتنا النوم بعد مجهود العمل الشاق ...
استيقظت فى العاشرة وبدأت فى الاستعداد للصلاة ثم الذهاب لاحقاً للعمل عندما تأتى السيارة لتقلنا إلى القرية وكنت أستمع إلى أغنية رومانسية غربية للمطربة بولا أبدول تقول كلماتها أنت همسة صيف أنت اللفتة التى تسترخى فى روحى ما أقوله هو إنى داخلك سأحاول أن أجعلك لى بكل روحى وفؤادى وسعادتى أشعر بك دائماً أحتاج إليكى وأريدك لانى أحبك كثيراً ..
مر اليوم بدون مشاكل تقريباً وعدنا صباحاً لمقر إقامتنا وقررنا النوم بعد إرهاق أمس .. فقد عدونا مسافة خمسة كيلو ذهاباً وإياباً.
استيقظنا عصر الأربعاء الموافق 11/9/1991 ثم قمنا نصلى صلاة الظهر قضاء ثم لاحقاُ بعد صلاة العصر خرجنا جماعة إلى شاطئ البحر وكنا مجموعة كبيرة على رأسها بالطبع زملاء الغرفة .. المياه كانت خطيرة وقد ضعفنا أمام إغراءاتها وكان اليوم ميلاد ممارسة السباحة لدى فلم أكن أتمكن من السباحة إلا بجوار رمال الشاطئ فقد كنت أخشى السباحة فى الأعماق لكن اليوم تغلبت على خوفى واستطعت السباحة فى المياه العميقة وقفزت من فوق لسان الميناء الممتد داخل مياه البحر واستطعت التغلب على خوفى مع وجود مهندس يعمل معنا فى القرية قام بتشجيعى وقد قفزت أكثر من مرة فى الأعماق وكانت سعادتى عظيمة باكتسابى مهارة جديدة تنضم إلى باقى مهاراتى الخاصة.