مزيج بين الحقيقة والخيال..
عزيزى القارئ.. أكتب إليك روايتى هذه بعد معركة طويلة مع المعوقات والعقبات حتى أصبحتُ على شفا اليأس والاستسلام، لكن بفضل من الله تعالى تمكنتُ من استعادة العزيمة مرة أخرى، لذلك أردت أن أذكرها لأهميتها.
فإن قوة العزيمة من الصفات النفسية التى لها أثر إيجابى على حياة الفرد، وعلى شخصيته، بل وتُعدّ قوّة الشخصية إحدى نتائجها، فقوّة العزيمة تعنى قوة الإرادة والتصميم، والنفس دائماً تميل نحو عمل أمر ما، ولكى يتحقق هذا العمل لابد من قوة العزيمة والإصرار حتى يكلل هذا العمل بالنجاح مهما كانت التبعات، ومهما كانت العراقيل والمصاعب.
ومن هنا كان من الضرورى أن أطرح عليك أيها القارئ هذه التجربة لشاب أنهكته الظروف لكنه لم ييأس، كما عرف جيداً كيف يتغلب على تلك الظروف ويقهر الصعاب بعد أن تم اغتيال تطلعاته البسيطة التى كان يصبوا إليها شعر بأن أحلامه البسيطة تتلاشى أمام عينيه تتبخر فى الهواء، تذهب كدخان مع الريح قرر على غير عادته أن يتخلى عن أحلامه بعدما أيقن أنها سراب لا يمكن أن يطاله كلما اقترب منها خطوة ابتعدت هى خطوات.
هو لا يعرف الاستسلام أو الهزيمة، لكنه أدرك أنه من المنطقى أن يسلم بالواقع، رغم أنه لا يعتقد كثيراً فيما يسمى بالواقع أو المنطق، إلا أنه لم يجد أمامه خيار سوى ترك الوطن مرة أخرى، لكن هذه المرة: بلا عودة.
نادر.. هو شبه مقيم مع جده والأسرة فهم لا يستطيعون البقاء بدونه أكثر من ساعات قليلة، كل ما يشغلهم هو تلبية مطالبه التى لا يخجل فى طلبها منهم، جده هو صديقه الذى لا يفارقه، الجد يتعامل معه كصديق وليس حفيد، دائماً يتحدث معه عن أصدقائه فى العمل، حتى عرف جميع أصدقاء الجد دون أن يراهم، فقط أسماء لكنه كان يرسم لهم صوراً فى خياله، فقط يكفى أن يذكر الجد اسماً من أسماء أصدقائه حتى يبدأ خيال نادر فى عرض الصورة.
نادر لا يتعدى السادسة من عمره، لكنه لا يفارق الجد عندما يجلس مع أصدقائه المقربين أو "الجيران"، هو فقط يستمع لما يقولون دون أن يدرى شيئاً عنه سوى بعض الأسماء التى يمكن أن تعلق بذهنه فحديثهم دائماً عن أمور سياسية أو رياضية ‘حتى بدأ يتعلق هو الآخر بكرة القدم.
شب فى بيت جده حتى بعد دخوله المدرسة، مازال الجد وباقى الأسرة لا يقبلون بغيابه عنهم، بينما هو الأخر يخرج من المدرسة قاصداً بيت الجد، حتى أصدقاء نادر كانوا من نفس المنطقة التى يعيش فيها الجد.