الرخاء والثراء يختلف من عصر إلى عصر ومن زمن إلى زمن، وكان الذهب هو المعيار والمقياس الذى تعتمد عليها الدول على مدى التاريخ منذ عرفنا معنى كلمة الاقتصاد وحتى بداية القرن السابق حين اكتشف كريستوفر كلومبس الأرض الجديدة، (أمريكا) وكانت صيحة البحار، من على ظهر المركب (سانت لوتشيا) الأرض أمامنا، الأرض هناك وأشار بيده للأمام!!! وهكذا كانت تلك بداية جديدة فى أرض جديدة لدولة تجمع على أرضها كل من كان يحلم بالثراء من كل جنسيات العالم.
ومع تطور وتوالى الأيام صارت دولة الولايات المتحدة الأمريكية، ولها علم ولها عملة، تسمى الدولار مثله مثل الجنيه الإسترلينى عملة الإمبراطورية البريطانية (الإمبراطوية التى لا تغرب عنها الشمس)، الدولار الأمريكى صار هو المقياس والمعيار لكل تقدم اقتصاد فى كل الدول، وصار هو مقياس الثراء والفقر وظلت هكذا الحياة الاقتصادية العالمية إلى أن وصلنا إلى عام 1973 حين اندلعت حرب أكتوبر فى منطقة الشرق الوسط.
ووقفت الدول العربية كلها مع مصر تساندها وقامت المملكة العربية السعودية لأول مرة فى التاريخ المعاصر باستخدام البترول كسلاح وارتفع سعره إلى أرقام قياسية لم تكن تخطر على بال أحد، وبدأ تقييم ثراء الدول بقدر ما تنتجه من بترول، وأيضا مقيما بالدولار المريكى، وما بين عام 1973 حتى عام 2018 تأرجحت أسعار البترول ما بين هبوط وصعود لكنها ليست بالكبيرة لكنها تعتبر ميزان ومقياس لمدى تطور وصعود الدول المنتجه للبترول، مصر دخلت ميدان المنافسة العالمية فى مجال إنتاج الغاز بعد اكتشافات متعددة له، كان أشهرها حقل ظهر.
تلك مقدمة كان لابد منها قبل الدخول فى الموضوع هل مصر دخلت عصر الانتعاش الاقتصادى؟ وهل صارت مصر دولة عظمى لمجرد تواجد الغاز الطبيعى بأرضها؟ وهل مصر دولة عظمى تستطيع أن تتحكم فى الأسعار العالمية للبترول والغاز؟ وهل تملك مصر قاعدة خدمية لإنتاج البترول؟ أسئلة كثيرة وموضوعات متنوعة نحتاج أن نفتح ملفاتها قبل أن نسترسل فى الأحلام نعم مصر تستطيع.. ولديها ميزة منفردة عن غيرها من الدول المنتجه للبترول والغاز، وهو توافر العنصر البشرى المدرب والمتعلم والذى يستطيع تحريك وتشغيل حقول الغاز والبترول وفى وقت قياسى، وبالتالى يكون مردود تلك الاكتشافات قريب وليس يعيد بعد أجيال (30 عاما) على سبيل افتراضى.