كلما نظرنا لحالنا كمصريين يصيبنا الحزن على ما وصلنا اليه فنحن كما نحن لم نتقدم بل على ما أظن نرجع للوراء نتصارع على ان نقتنى أحدث السيارات ونتفاخر بأحدث التليفونات المحمولة نسعى الى امتلاك كل وسائل الترفيه حتى اذا أدى هذا الى الاستدانة ، و فى منازلنا نتباهى بشراء احدث الاجهزة حتى ملابسنا نهلل لها ونصفق لأنفسنا عندما نقف امام المرآة ، معللين بأنها تساير الموضة الحديثة حتى ولو لم تكن لائقة مع مجتمعنا الشرقى ، واذا علقت يأتيك الرد ، بأنك متخلف ولا تتماشى مع التقدم، وبعد كل هذا نفتخر بأننا نساير التقدم ولدينا أحدث الأجهزة والتقنيات وقد سبقنا دول كثيرة!
وماذا عن التعليم هل نجحنا فى ان نرتقى به ؟ لم نرتقى به حتى الان بل اصبحنا نرجع الى الوراء كلما قمنا بمقارنة التعليم فى الستينات بالتعليم الحالى وكأن كل محاولات المتخصصين للرقى بالعملية التعليمية تذهب هباء الى لا شئ وان فكرنا قليلاً سنجد ان العقول قد اصابهاالصدأ فلا مجال للتفكير أو الإبداع ، ونحصل على اعلى الشهادات كصورة ففقط ولكننا نجهل كيف نطبق ما درسناه ،
اما من ناحية اخرى هناك بعض المراحل التعليمية فيها الطلاب لا يعرفون القراءة والكتابة ( اى اصابهم الجهل).. فكيف وصلوا الى هذه المراحل المتقدمة وكيف اجتازوا الامتحانات وحصلوا على شهادات تنقلهم من مرحلة لاخرى ؟ هذه هى الكارثة انك تقدم للدولة شباب قد اصابهم الجهل (المتعمد ) ثم نسأل لماذا لم نتقدم حتى الان ؟
فى مجال الصحة لدينا احدث الاجهزة والمعدات الطبية والتقنيات فى معالجة المرضى ، ويذهب الاطباء الى مؤتمرات عالمية ولكن اصبحت العناية بالمريض عملية تجارية الهدف الاول هو كسب المال ولا يضعون الناحية الانسانية فى مقدمة الاولويات .
المصيبة الكبرى انك تجد افواه تصرخ معلنة اننا متقدمين بالفعل وعندما تسأله كيف حدث هذا التقدم ومتى ؟ ، يقول لك اننا متقدمين دينياً فنحن اكثر الدول إيماناً فهل تقوانا دليل على تقدمنا ؟ أم ان الدين موجود منذ بداية الخليقة ولا يتغير بتغير العصور فهو من الثوابت ثم ان هناك دول لا تؤمن بالاديان السماوية ولكنها فى تقدم واضح ملموس فى جميع المجالات وقد أضافوا للبشرية الكثير فماذا أضفنا نحن حتى لانفسنا ؟ حتى التدين اصبح مظهرياً اما الجوهر ففراغ .
حقيقة لاتقدم لامة الا باحياء تاريخها ، ونحن قد طمسنا تاريخنا واضفنا عليه ما يحلو لنا وازلنا منه ما ليس على هوانا هذا بالاضافة الى ان معظم الشباب يجهلون تاريخنا.
الخلاصة لا يمكننا ان نشهد بتقدم دولة ما إلا اذا لمسنا هذا التقدم فى جميع المجالات وخصوصا فى الحياة اليومية والتعاملات بين أفراد المجتمع الواحد بالإضافة الى ان التقدم غير محتكر على الدولة نفسها بل هو مقياس لما تقدمه هذه الدولة لأفرادها وللبشرية كلها ويعود السؤال مرة اخرى : ماذا قدمنا لأنفسنا وللبشرية ؟