للحكمة فوائد عظيمة لراحة الإنسان ولسعادته في الحياة كما إن الحكمة نافعة أيضاً لنجاحه كما ذكر الحكيم في سفر الجامعة ، ولكن هل الحكمة هي موهبة يولد بها الإنسان أم إنها صفة مكتسبة ؟
يقول القديس يعقوب في رسالته إن كان أحد تعوزه الحكمه فليطلب من الله فسيعطي له فهي صفه يمكن لأي شخص إكتسابها كهبة من الله ، ولكن هل طلب الحكمه يكفي وحده لأن يُصبح الإنسان حكيماً بالفعل؟! بالطبع لا فيجب أن يكون الشخص مؤهل لها أولاً لكي يمحنها إياه الله وإليكم الأن عدة عوامل وهي ما اُسميها الدور البشري الذي يجب أن نفعله أولاً لإقناء الحكمه لحياتنا:
أولاً يجب أن نَعي أن التربيه السليمه منذ الصغر لها دور كبير في إقتناء الحكمه أثناء مرحلة الشباب والشيب وذلك عن طريق التدريب علي الإعتماد علي النفس ومشاركة الأخرين وتدبير الأمور منذ مراحل الطفوله الأولي.
الحكمه تُقتني من خلال القدوه والإرشاد الحسن ، ومن كان له مثل أعلي ومرشد يجب أن يكون هذا الأخير شخص ذو خبره ومُفَكر ومحايد وله قواعد أخلاقيه ودينيه تربطه في الحياه ، فإن لم تجتمع بداخله تلك الصفات لا يصبح مُرشد قوياً كما يجب أن يكون.
الحكمه تُقتني بالتطلع الدائم والشغف إلي المعرفه ، فبالقراءه المستمره والتعلم والبحث الدائم تَسكُن الحكمه بداخل نفوسنا ، وهنا يأتي دور المُرشد في التفسير والتوجيه لما يصعب فهمه عن طريق علم المرشد وخبرته الواسعه.
ويتم اكتساب الحكمه عن طريق الاختلاط بالآخرين والتجربة ثم التحليل الجيد للأمور بهدوء البال وبدون انحياز شخصي أو تعصب ، وذلك لكي نفهَم الأمور ونَضِعها في نِصَابِهَا الصحيح ، لأنه يوجد أحياناً اختلاف فيما نُفَكِر فيه وبين ما يجب أن يكون بالفعل وهذا يُعَد من أخطاء التفكير والتي قد تصنَع قراراً غير صحيح ، كما وتأتي الحكمه أيضاً بالنظر إلي أخطاء الآخرين ثم التأمل بها والتعَلُم منها كي لا نقع نحن فريسة لنفس الخطأ.
إذا استطعت أن تجمع بين تلك الأمور ، فأطلب المعونة من الله وسيُعطيك الحكمه والتدبر والفهم والتي تستطيع من خلالها أن تختار القرارات الصائبة التي تُريحك في جميع جوانب حياتك.
وتذكر أخيراً قول سليمان الحكيم: يا لسعادة الإنسان الذي يجد الحكمه والرجل الذي ينال الفهم ، فإن استطعت فعل ذلك فهنيئاً لك الحكمه وراحة البال.