الاعتذار للصدق والأمانة و العدل والرحمة والعفو والمغفرة ولكل أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم، فقد أوشك ربيع الأنوار على الانتهاء وكعادتنا خلال هذا الشهر نحيى ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم بالمدائح والأناشيد والأشعار وأكل الحلوى واعتدنا كذلك على أن نردد الكثير عن أخلاقياته الواجب علينا اتباعها ؛ رغم أن واقعنا يعكس ما هو خلاف ذلك وكأن عبارات يجب أن ..،، وعلينا أن ...، لم تعد مجدية
كيف يكون الاعتذار الذى يليق بحضرته ؟!
لم يعد تعداد الشمائل يكفى ؛ بل حاجتنا الفعلية للتعايش الفعلى مع مواقف من حياته صلى الله عليه وسلم بمعرفة تفاصيلها ، ومعرفة ردود أفعاله و طريقة تعامله مع أصدقائه ومخالفيه، مع الضعفاء والمظلومين .
وهناك العديد من كتابنا و مفكرينا قديماً وحديثاً والذين أفاضوا فى شرح الشمائل المحمدية لنتزود منها،
لكن تأتى مقولتة صلى الله عليه وسلم " اشتقت لأحبابى، قالوا: أو لسنا أحبابك ؟ قال: لا، أنتم أصحابى، أحبابى أناس يأتون فى آخر الزمان ..." لتلقى بظلالها على وقتنا الحالى فتقصد من أحبوا سيرته واتبعوه من غير رؤيته لهم، فبعيداً عن المسائل الدينية والفقهية فنحن نحب من لا نرى أحياناً نظراً لما تركوه من أثر جميل فى حياتنا .
فكيف بمن غير طبائع البداوة ورقق القلوب، كيف بمن أضاف للغة ألفاظاً جعلتها أرقى وأكثر تمدناً .
ألم تكن هذه الأخلاق بداية حقيقية لبناء حضارة ؟!!!
أظننا منكرين لهذه الحقيقة فكانت النتائج سلبية فى معظمها؛ أهمها أننا تغافلنا عند بناء حضارة حديثة تلك الأخلاق فنتجت تلك الازدواجية التى فرقت بين الواقع و ماينبغى أن نكون عليه .
أى فلسفة حضارية تقبل هذا التغافل، وأى عقل يصدر هذه الآراء ...!!!
إن مستجدات العصر الحديث فى حاجة لتفعيل الإسلام الحضارى وإسلامية المعرفة؛ لنجعل من المفاهيم الإسلامية وأخلاقيات الإسلام نسقاً فكرياً فى أذهاننا وعند الأجيال القادمة ،وليس سلوكيات تختزل مانعتقده فى شكليات وصور نتمسك بها ونظل نختلف حولها فى جدالات لاقيمة لها .
إن من موجبات الاحتفال به صلى الله عليه وسلم أن نربى أبناءنا على صدق محبته وتمثل أفعاله قبل أقواله .
مع خالص الاعتذار له على ما يصدر منا من تقصير ومن جهل ومن عدم فهم صحيح لأخلاقه الكريمة.