لا يتوارى عن ذهن أى إنسان مدى التأثير الكبير الذى أحدثته السوشيال ميديا بكل أنواعها فى حياتنا اليومية، ولكن يظل التساؤل الذى يتبادر إلى أذهاننا "هل استخدام الإنسان للسوشيال ميديا يأتى فى إطاره السليم واضعاً فى الاعتبار القيم الإنسانية والأخلاقية أم كان هذا الاستخدام يعد نوعاً من العبث والهوائية؟.
لاشك أن كل شئ فى حياة الإنسان يعد سلاح ذو حدين له سلبياته وإيجابياته، ولكن يتوقف ذلك على كيفية استخدام الإنسان له.
فى هذا الصدد لانغفل أن للسوشيال ميديا إيجابيات كثيرة فى كونها وسيلة للتواصل الاجتماعى، وهى أيضاً وسيلة تتسم بالسرعة والسهولة فى معرفة ونقل الأخبار والمعلومات، ولكن هذا الأمر فى حد ذاته يمثل إشكالية كبيرة، فهو أمر سلبى وإيجابى فى الوقت نفسه، لأنه ساهم فى ترويج كثير من الشائعات التى تبث الطاقة السلبية داخل الفرد والمجتمع وتضر بمصالحهما.
ولا ننكر أن السوشيال ميديا جعلت الإنسان يعانى من بعض أمراض العصر الاجتماعية مثل الاغتراب والعزلة حتى لو كان لم يشعر بذلك، فعلى الرغم من أنها وسيلة للتواصل الاجتماعى، إلا أنها كانت سبباً واضحاً فى عزلة الإنسان بين أفراد أسرته فأفقدته معنى التواصل الأسرى.
أخيراً ، ينبغى على كل فرد أن يعى كون وسائل التواصل الاجتماعى، ما هى إلا عين راصدة على كل فرد من أفراد المجتمع، لذلك لابد للإنسان ألا يكرس حياته من أجلها فقط، وأن ينشغل أيضاً بما يساهم فى تنمية مهاراته البشرية وألا يهدر وقته وعمره بلا ثمن.
اختتم حديثى فى هذا الصدد، أنه ينبغى على كل إنسان أن يدرك مسؤوليته تجاه استخدام السوشيال ميديا، وألا يسئ استخدامها فهى ليست وسيلة للسب أو القذف أو ترويج الشائعات، ولكن من الممكن استخدامها فيما نراه صالحاً لأنفسنا ولمجتمعاتنا.