فى الوقت الراهن، أكدت الشائعات أننا شعب يتبع سياسة القطيع لا نفكر فى أى معلومة تنشر من هنا أو هناك، ولا نفكر أن نبحث عن مصدرها الموثق لها، ولا نفكر ما هو الهدف منها ومن المستهدف من هذه الشائعة، جميعها أسئلة لا نفكر فيها رغم أن إجابتها واحدة مهما تعددت الشائعات.
وإليكم على سبيل المثال إشاعة أرسل الدعاء أو الحديث أو الآية لعدد 10 من أصدقائك أو جميع الحسابات النشطة الآن وسوف تحقق أمنيتك اليوم وإن لم ترسلها فاعلم أن شيطانك منعك".
هل يوجد شيطان أكبر من الذى نشر هذه الأكذوبة، وكنت أعتقد أن هذه الخروفات تخص الديانة الإسلامية فقط ولكن هذه الأكذوبة توغلت للمسيحية أيضا.
للأسف الشديد بداخل كل شخص منا أمنية أو مشكلة ويدعو الله ويناجيه بها وإذ فجأة يدخل عليك صديقك فى الماسنجر ويرسل لك هذا وأنت تبكى فرحا أنها جاءت فى وقتها وسريعا ترسلها كما هو مكتوب بها، عجبا لك يا انسان اتبعت القطيع وأخذتك العاطفة وأمنيتك وأذهبت عقلك لكى لا تفكر ما المقصود بها؟ ومن المستفيد من هذا؟، لم تركز مكتوبة بطريقة صحيحة أم لا وهذا يعتبر تحريف ومساعدة على نشرها.
تعتقد عزيزى القارئ أن الله خالق الكون منتظر منك أن ترسل بضع آيات أو أحاديث أو أدعية لعدد محدد أو جميع الأصدقاء لكى يحقق لك أمنيتك أو يفك كرب أنت تمر به؟، أن الله إذا اراد أن يأمر أى شىء يكون سيكون كما أمره الله عز وجل.
واليكم مؤخرا وليس بأخير رسائل مارك مالك الفيسبوك وأقول ليس بآخر إشاعة لان الأرض خصبة لنمو وتسرب الشائعات لان يوجد من يقويها ولا يخمدها.
هل سألت نفسك أن صانع الفيس بوك بكل وظائفه لا يقدر أن يرسل للجميع فى وقت واحد رسالة يقول فيها ما يرد؟؟
الإجابة طبعا لا يقدر لو كان هو بالفعل مارك لأرسلها من الخادم لجميع مشتركى الفيسبوك، ولكن أنجحتم الاشاعة وضج الفيسبوك وعلى الصراخ والحديث .
عزيزى القارئ المستفيد الوحيد من الاشاعة هى الجهة التى نشرت الإشاعة مثلا يكون باحث ويريد أن يأخذ استبيان من مدى تسرب الاشاعة لكى ينجح بها دراسته، أو تكون جهة منافسة لهذا وتختلق اشاعات لإسقاط هذا الطرف، أو تكون جهة او منظمة تريد أن تعرف مدى ثقافة هذا الشعب فى تسرب الاشاعات و إلى أى مدى ستصل الاشاعة.
فلا تنساق وراء القطيع وتلغى عقلك وجرب أن تتجاهل أى اشاعة وسترى أنها ستخمد نفسها لان وقودها لم يزدها أشعال بتسربها.