كنا فى الأمس القريب نعايش فعاليات وأنوار الاحتفال بمولد نبى الإسلام ورحمة الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وفى إطار هذا الحدث الطيب المبارك تتكرر صراعات بين من يبدعون الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وبين من يوجبون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.
أما من ينكرون ويبدعون فيستندون إلى أن هذا الفعل من أفعال اليهود والنصارى مع أنبيائهم، وفى هذا تقليد لهم وقد نهانا صلى الله عيله أن نقلدهم كما أن طريقة الاحتفال تكون على خلاف ظاهر الشرع كما يفعل بعض الجهلة الذين ينسبون أنفسهم للتصوف الإسلامى الرشيد .
وأما الفريق الآخر فيرون أن الاحتفال لهو أكبر دليل على المحبة الصادقة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن فى الاحتفال بالمولد فى لون من الامتنان والإقرار بفضل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة حيث أخرجها من الظلمات إلى النور ودعاها إلى عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد وحثها على الفضائل ومكارم الأخلاق .
وفى الحقيقة الخلاف بين الفريقين لهو خلاف يسير إلا أنا المغرضون أوغروا الصدور بهدف شق عصا الوحدة بين المسلمين.
والذى لا يختلف فيه أحد الاحتفال بسيدنا رسول الله حينما يكون عن طريق التصدق على الفقراء والمساكين والإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كانت مطلوبة فى كل الأوقات لما علم من بركات الله وأنواره التى يكرم به المكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والقراءة فى سيرته والاقتداء بأفعاله وأخلاقه ومجالس المدح فيه لهو لون من ألوان الاحتفال خير مما سواه.
وخلاصة الأمر، أن الاحتفال بالمولد النبوى بهذه الألوان الطيبة التى فيها ما فيها من البهجة والسرور لهو شىء محبوب ومطلوب ومن أطرف ما سمعت أن أحدهم علق لآخر على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك بأن الاحتفال بالمولد لهو بدعة منهى عنه فى الدين فردت عليه واحدة مسيحية، وقالت له إن لم تحتفل بنبيك فبمن تحتفل يا كذا وفى الحقيقة هى شتمته ولكنى أعجب من هذا الرد .
وقد كتبت قصيدة فى المولد النبوى فرحا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل عام وحضراتكم بخير
وإليكم القصيدة :
مولد النور
يا شهر ميلاد الرسول أتيتنا بالنور أهلا بالربيع النادي
عطرتنا طيبتنا بالمصطفى شوقت قلبا للحبيب ينادي
هم يا ربيع النور فخرا قد علوت وطبت ذكرا بالحبيب الهادي
طب القلوب وسر نور قلوبنا داعى الخلائق رحمة لرشاد
يا سيد السادات إنى مغرم لى فى وصالك مطمع وأيادي
فى يوم مولدكم شدوت بمدحكم فرحا وحبا مسلما لقيادي
لا أرتجى بالمدح غير رضائكم لا أنثنى عن مدحكم وودادي
أنت الذى لولاك ما كنا عبد نا ربنا كلا وكنا نعادي
فالفضل يشمل كل عبد مسلم فى كل قطر فى قرى وبلاد
حق لمن عرف الحبيب محمد أن لا ينام صبابة لمراد
إنى لأعجب من بعيد غافل ينفى المحبة من قبيل عنا
ينهى الخلائق عن وداد نبيهم وكأنهم بودادهم من عاد
حب النبى لمن أراد فضيلة فهو الوسيلة شافع لعباد
هذى قوافى رتبت لمحبة فى قلب ناظمها بخير مداد
وهو الصلاة على الحبيب محمد طب القلوب وشافعى لمعادي
صلى عليه الله ما ناح الحمام بكل أرض قد دنت وبعاد