سعيد جويد يكتب: لمن يضحك القمر؟

فى ليالى القمر يضحك القمر والنجوم تضحك فى فضاء من عتمة وظلام قناديل من نور لا يطفئها مطر أو عواصف أو رياح بها يهتدى مسافروا الليل لطريقهم لئلا يضلّوا أو يضيع عنوانهم يا من أحاط الريح بهم وأذبل الخريف أزهارهم أزهار لم يبق منها سوى أشواك أدمت أيامهم وأشجار أمست بلا أوراق وبحور ليس لها شاطئ ضاع فيها مجدافهم ذاك يوما لن يدوم ظلامه ولن يدوم الضباب ربما فى هذه الليلة وقد يكون الغد أو بعد غدٍ يبدل الربيع أيامهم سيأتى الربيع فى أوان الربيع أمّا القمر فموعده الليل يأنس به عشّاق الليل يحكون أسرار الليل لمن يكتم أخبارهم سيضحك القمر لمن يضحكون وأشجار الصبر يزرعون يلتقون فى شارع الأمل يتهامسون و يتسامرون فى القمر سحر وصفاء وفيه عزّة و كبرياء سيضيع منّا كل شىء ويبقى القمر فى السماء كم التقى العشّاق به فى أحلامهم ووصفه ألف شاعر فى أشعارهم وكتب عنه أصحاب العقول بأقلامهم سيضحك القمر لمن يتفكّرون عن الحقيقة يبحثون قد تكون فى رواية أو كتاب أو ربما قصيدة شعر أو بين خطوط لوحة محى بعض ملامحها الزمن أو فى دموع عين تبكى فى لحظات صدق و شجن مثل الذين عن الحقيقة يبحثون كأنّهم لأشلاء صورة يجمعون سيضحك القمر لمن يتأملون بمصابيح الحكمة يهتدون فى الطبيعة يتأملون أو فيما وراء الطبيعة فى الكون أشياء عرفوها و ظلّوا عن الروح يسألون ومن يرجو البقاء فى ديار الفناء كمن يبيع الحسناء من أجل شمطاء يشترون فكيف يشربون من ماء البحر وتلكما الأنهار يهجرون؟ سيضحك القمر لمن يصلون عن الخطيئة يعرضون يذكرون الله ويعبدون ويسبحون