الكل يتطلع إلى مستقبل أفضل سواء على مستوى الفرد أو الوطن بأكمله وأصبح هذا التطلع وذلك الطموح قاسما مشتركا بين كل أطياف الشعب.
والغريب أن تجد الجميع وقد صب جام غضبه على وضع البلاد الاقتصادى والاجتماعى والأخلاقى وبرع فى تفنيد الأسباب التى تبرر هذا الغضب من الواقع الذى يعيشه والتى يستند إليها فى بناء الطموح الجامح فى مستقبل باهر وكل ما سبق مبرر ومقبول ولكن اللامقبول واللامعقول هو أنه لم يدع أى منا الفرصه لنفسه أن ينظر لنفسه ويقيم نفسه ذاتيا دون أن يقيمه أحد وهو ما يعرف بالحساب الداخلى للنفس وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم -- هذا بالضبط ما نفتقده
وهذا معناه أن هناك شيئا ما نفتقده جميعا فلا إصلاح بدون إصلاح ذاتى وفردى لكل فرد من أفراد المجتمع لأن كل مجتمع هو عبارة عن مجموعة أفراد إن صلح حال أفراده صلحت حال جماعتهم أو مجموعهم وارتقى بهم وطنهم
وهذا الشىء يعرف بالضمير
والضمير مرتبط ارتباطا وثيقا بالدين وبعد الناس عن الدين جعلهم لا يكترون به وله
ورسالتى لنفسى اولا باعتبارى احد افراد هذا المجتمع ان --بنفسك فابدأ فالمجتمع انا وانت--
وكما يقولون بالعامية عامل ضميرك فالاثم هو ما حاك فى صدرك وخفت ان يطلع عليه الناس وتذكر دائما اننا جميعا سنقف امام الله فرادى لن يحاسب احد على فعل احد اخر فحتى يكون حديثنا عن الاصلاح والرغبة الطموحة فى مستقبل أفضل نحلم به جميعا لانفسنا ولوطننا الحبيب علينا استرجاع هذا الغائب ومنحه قبلة الحياة من جديد فهو من سيقود التغيير الفردى والنتيجة الجماعية على مستوى الوطن باذن الله حينها ستكن مضمونه لاننا حينها سنكون قد اخذنا بالاسباب وخاصة ان الله سبحانه وتعالى قال ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم - صدق الله العظيم
وهذا الغائب عودته ليست مستحيلة ولكنها تتطلب إرادة
إرادة فى الحياة
إرادة فى التغيير
إرادة فى رفض الواقع
إرادة فى رسم مستقبل افضل
هذه الإرادة اذا كانت بنية خالصة لوجه الله تعالى
سوف يتحقق لنا ما نريد
وأكثر
فلنجعلها صرخة
ونداء نتوحد عليه جميعا
ليكون نقطة انطلاق لحياة من جديد
وخاصة اننا نملك القدرة على ذلك
فغيرنا ممن لا يمتلكون ما نملك قد نجحوا فى الوصول إلى مكاننا الطبيعى
وركنا نحن فى المكان الذى لا يليق بنا وارتضيناها برضا أو بغير رضا
فليحيا بداخلنا ضمائرنا
ولنرعى ربنا فى جميع اعمالنا
إرضاء له عز وجل لنفوز بالآخرة عبر دنيا نحياها يرضى بها سبحانه وتعالى بها عنا ويفخر بها ابنائنا وأحفادنا من بعدنا
فمصر تستحق ذلك منا
فمن يملك ان يضيع نفسه
فلا لمصر ذنب ان يضيعها معه
وتحيا مصر
تحيا مصر
تحيا مصر