وقف الصغير أمام الببغاء مداعبا
قال له أهلا رددها ببشاشة مرحبا
بشقاوة صغير قال للببغاء ياخائبا
رددها وضوح نطق لم يكن معاتبا
لا يعرف للذم معنى ولا كلاما طيبا
مد يده جذبا لجناحه عنفا مشاغبا
فرد جناحه على غير عادة مرعبا
وكأنه دفعا لظلم كان جناحه مرتبا
سبق الجناح صراخ نقيقه غاضبا
لطما لوجه الصغير معلما ومؤدبا
قال الصغير منقارك مقوسا أحدبا
ردد الببغاء بمثل الوصف مخاطبا
بطفولية قال العقل تائه منك غائبا
رد الببغاء قوله لم يك ردا شاحبا
رد الصغير أنا للقتال دوما متأهبا
ردد الببغاء ظنا منه بسلام أعذبا
قال الطفل اسقيك سما لك سحلبا
ردد الببغاء لا علم بين سما وطيبا
كم من تلبيس إبليس للقلب اكذبا
إذا صوت من بعيد للصغير طالبا
لا تكن عن قول حق بخيلا اشعبا
كن طائيا بكرم الحق نطقا مواكبا
كن صادقا واعلم أنك للخالق آيبا
العقل غربال يلعن كل مضل كاذبا
ببغاءا مرددا زور القول مصاحبا
لا تدع سمعك لآسان الكلام مقلبا
لا تكن ببغاءا مرددا قولا مواصبا
ولا تكن رياحا على الحق حاصبا
كن للقاء الله طاعة وصدقا راغبا
وشربة مريئة من طه ألذ مشربا
لا تكن أمعة يعلوك الحزن ناصبا
صحيح الدين قط لك طبيبا مطببا