لماذا غاب الوفاء بكل صوره وأشكاله من حياتنا ويكاد ينقرض؟ ومن أوضح صور الوفاء التى نعيشها هى التى تكون بين إنسان وصديق له حتى أن المثل يقول "رب أخ لم تلده أمى" وهذه حقيقة، ففى أحيان كثيرة يكون صديقك أحن عليك وأقرب اليك من شقيقك ابن أمك وأبيك، والوفاء أظنه ينبغى أن يسود فى كل علاقاتنا المختلفة.
فالابن يكون وفياً لأسرته بأن يستذكر دروسه بجدية ويجتهد فى تحصيل العلم، وأن يطيع والديه ويحسن معاملتهما وأن يحسن اختيار أصدقائه ويبتعد عن أصدقاء السوء، أن يكون مع أشقائه يداً واحدة فى مواجهة الظروف والمواقف الصعبة.
وكذلك الانسان فى علاقته مع ربه يكون وفياً لخالقه بأن يؤدى فروض الصلاة فى وقتها، وأن تستقيم حياته على الطريق الصحيح فلا يغضب الله أبداً فى هذه الحالة أكون وفياً لربى الذى خلقنى، فلا أخالفه فى ما أمر به ونهى عنه.
والجار يكون وفياً مع جاره بأن يحسن عشرته وأن يعامله بما يرضى الله ورسوله والمثل يقول (اختر الجار قبل الدار) فأنت مثلاً أن باغتتك أزمة صحية عارضة وأنت فى مكان عملك من سينجدك وينقذك سوى جارك، فهو فى هذه الحالة سيكون أقرب الى اغاثتك من أهلك.
والزوج وزوجته يكونان أوفياء مع بعضهما بأن يحسنا ويصونا العشرة، وألا يخون أحدهما الأخر وبالنسبة للزوج يكون وفياً لشريكة حياته بأن يتقى الله ويخاف الله فيها ويعاملها معاملة طيبة ويرضى لها فى تعامله معها ما يرضاه لأخته من زوجها، وبالنسبة للزوجة تجعل زوجها يرى منها أحسن ما فيها وتصون شرفه وعرضه وماله وبذا تكون وفية ومخلصة له.
ما أحوجنا بصدق إلى إحياء قيمة الوفاء فى حياتنا وإعلائها فوق أى قيمة أخرى.