العيب والحرام، كلمتان تم محوهما من قاموس حياتنا اليومية بفعل فاعل، هذا الفاعل ساعدناه جميعنا بفعلنا السلبى فى نجاح عمله هذا، فسقطت أجيال بأكملها، وكان السقوط دينياً وأخلاقياً، ويجب أن نضع أيدينا على أسباب هذا السقوط حتى نصل إلى العلاج الشافى، فنتمكن جميعاً من العبور بالأجيال القادمة إلى بر الأمان.
وأما عن العيب والحرام، فكان ياما كان فى بلاد ورد النص بدساتيرها على أن الإسلام دينها أجيال كانت ليست بيتيمة الأم، لأن الأم آنذاك كانت مَدرسة أن أعددتها أعددت جيلاً طيب الأخلاق، كانت هذه الأم لا تفرق بين الحرام شرعا والعيب، فكلاهما كان من المحظورات، فكانت تنصح ابنتها قائلة لها "لا تقفى كثيراً أمام المـرآة" فهذا حرام، "لا تنظرى خلفك أثناء سيرك بالطريق ولا تتمايلى أو تضحكى أو يعلو صوتك" فهذا عيب "لا تدعى فرضاً من الصلوات الخمس يفوتك" فهذا حـرام، "لا ترتدى الملابس الضيقة التى تُظهر مفاتن جسدك" فهذا عيب، "إياكى والكذب" فهذا حرام، "إياكى والتظاهرات بالجامعة" فهذا عيب.
ولما سألت الابنة أمها الفاضلة فيما حدثتها فيه ونهتها عنه أجابتها، أما وقوفك كثيراً أمام المرآة، فإنه يفتح الطريق بينك وعالم آخر لا شأن لنا به فاجتنبيه، وأما ما قلته أثناء سيرك بالطريق، فليعلم الناظرون بأنك على قدر من الأدب والحياء الذى هو من أجمل صفات البنت فيغضوا البصر عنك، وأما عن الصلاة فهى أحد أركان الدين، فأتمى دينك، وأما عن عدم ارتدائك الملابس الضيقة، فهذا ينم عن كثيراً من الأدب الذى نشأتِ فيه، وأما الكذب، فالبنت لا تكذب إلا لتخبئ خطأً ما تفعله، فتعالج خطأها الأول بخطأ أكبر منه، فاجتنبيهما، وأما التظاهرات الجامعية، فأنتى لا تذهبى إلى الجامعة إلا من أجل تلقى العلم، وضعى باعتبارك أنكِ إذا جلست على أرصفة الجامعة أثناء اليوم الدراسى، فستخرجين منها لتجلسى على أرصفة الشوارع، فاجتنبى ذلك.
كان هذا جزءًا يسيراً من حديث الأم وابنتها ذى قبل، فى زمن جميل قد ولى، وأما فى هذا الزمان انشغلت الأم بأمور كثيرة ألهتها عن النصح والتوجيه والإرشاد، بل حتى عن مراقبة ابنتها هذه، فكانت النتائج وخيمة، فقدت الابنة المثل الأعلى، بل وفقدت القدوة، انشغلت الأم عنها بالمسلسلات التركى وبرامج الطهى وثقافة الطبيخ، انشغلت بالفيس بوك والإنترنت، وما زاد الطين بلة أن إعلامنا الفاشل قد استبدل المسلسلات التركية بتلك الهندية، وبالطبع سنعيش أياماً مقبلة فى ظل ثقافة هندية رومانسية غير عادية، ولا تندهشوا، فإنها هندية، وفى ظل هذا كله نست هذه الأم أن تخبر ابنتها بالعيب والحرام، حتى صارت الابنة من وجهة نظرى يتيمة الأم رغم أنها لازالت على قيد الحياة، حتى أن تذكرت هذه الأم شيئاً لتخبر إبنتها به، فترد عليها الابنة قائلة "كبرى دماغك بقى الدنيا بيييس" فتنظر إليها الأم ضاحكة !!
وأخيراً، نحن بصدد أجيال أضحت على حافة الهاوية، تحتاج لمن يأخذ بيدها ليعبر بها الجسر من الفشل والانحراف إلى النجاح والهداية، أجيال أعتقدها تنشأ وتعيش الآن فى زمن اللّاعيب واللّاحرام.