سؤال يحمل فى طياته معانى كثيرة وعميقة، هذا السؤال لم يجد الزعيم عادل إمام إجابة له فى فيلم الإرهاب والكباب، لكن هل لا يعرف المصريون ماذا يريدون من حكومتهم؟
العلاقة بين الشعب والحكومة علاقة طردية يشوبها بنسبة كبيرة حالة من عدم الرضا وانعدام الثقة من جانب المواطن تجاه حكومته، وهذا أمر طبيعى فى جميع دول العالم لأن المواطن بغريزته الفطرية فى حاجة دائمة إلى مزيد من المتطلبات والاحتياجات الخاصة به وبأسرته.
لكن الوضع فى مصر مختلف تماما عن باقى الدول الأخرى فالمواطن المصرى له طبيعة خاصة فهو يرى أن الحكومة تقع عليها كل المسئولية فى تنفيذ كل متطلباته من حيث المعيشة الكريمة والمسكن الجيد والرعاية الصحية الآمنة والإحساس بالأمن والطمأنينة وهذه المتطلبات تعد أبسط حقوق أى مواطن على حكومته ودولته، لكن هل المواطن المصرى له دور بالاشتراك مع الحكومة فى تحقيق تلك الاحتياجات؟
أعنى من تلك الرواية أن سوق العمل الخاص داخل مصر به فرص للعمل، لكننا توارثنا نظرية أن العمل بالحكومة هو الغاية والمبتغى الأول والأخير، لابد للمواطن أن يجتهد ويعمل وينتج ويرضى فى بداية عمله بالراتب ويعمل مع مرور الوقت على تطوير نفسه والنهوض بإمكاناته حتى يتطور داخل مؤسسته ويحصل على المقابل الذى يحلم بالوصول إليه.
وما تفعله الآن الدولة ممثلة فى حكومتها من برنامج الرعاية الصحية المتكاملة والتأمين الصحى الشامل إذا نجحت فى تطبيقه يعد إنجازا عظيما يفخر به الجميع، فالمصريون عانوا كثيرا من سوء الرعاية الصحية ودفعوا الثمن غاليا والآن هناك بوادر تنبئ بمؤشرات جيدة كحملة 100 مليون صحة للكشف عن فيروس سى والأمراض غير السارية، هذا العمل العظيم يتطلب منا جميعا أن نتوجه للدولة بكل الشكر والامتنان على هذه المبادرة التى أرى أنها أعادت الكثير من الثقة بين المواطن والحكومة، ولابد أن نتمتع ببعض الإيجابية وأن نعطى الدولة حقها حال شعورنا بشىء جيد تم إنجازه كما نقوم بتوجيه اللوم الشديد للدولة فى أوقات كثيرة.
مصر دولة عريقة بأبنائها ورجالها، لابد أن يحيا الشعب المصرى حياة كريمة، يجب أن نتحمل جميعا أعباء تلك المرحلة الصعبة حتى نجنى جميعا ثمار الإصلاح الاقتصادى التى بدأت الدولة المصرية فى تطبيقه ووصلت إلى مراحل متقدمة تهدف إلى تحقيق تطلعاتنا نحو مستقبل أفضل للجميع.