فردوس عيسى تكتب: عقدة خواجة أم الدم بيحن؟

حدثتنى صديقة منذ مدة ما، كانت قد غابت دون أن أدرى أين هى وعندما عادت أخبرتنى أنها كانت فى سفر لبلاد خارجية! فوجئت بالأمر، لكون سفر الفتاة وحدها داخل البلاد محرم فما بال تلك التى – شطحت - وسافرت برة. بلدتان غريبتان ذهبت إليهما إحداهما عربية والأخرى أجنبية، تونس واليونان، تابعة لمنحة ما من إحدى الجامعات أو دور الثقافة، هنا طرت أنا بها وهرعت أقول لها "اليونان مرة واحدة، يا بختك" تبسمت وقالت لى أيوه وتونس كمان. وطلبت منها أن تقص لى ما رأته فى بلاد برة، وكيف تعاملت مع الأجانب. بدأت حديثها بشوق ومحبة كبيرة وسعادة تتطاير مع حروفها حول أيامها المعدودات فى تونس، وكيف كانت البلاد خلابة وجميلة وأهلها أيضاً كانوا يسقون المحبة لك ضيافةً واحتضان. سمعتها بنهم، غير مدركة لما هى تمتدح تونس فقط ونست بلاد أوروبا - والذى لا شك فيه أنها تزور بلاد الغرب لأول مرة - وكما فى خيال الجميع عنهم هم كوكب آخر داخل كوكب الأرض فالسفر عندهم كالخروج من المجرة بلا شك. لكن.. فى قرة نفسى قولت هى تمهد الطريق للحديث عنـ اليونان وجمالها، بحكم إنها شايلة الثقيل ورا. أخبرتنى أنها اقتنت شمرة وكاب من هناك وزارت عدة أماكن وصفتهم بالخلابة والجمال كجامع الزيتونية ومدينة تسمى سوسة "تشبه الإسكندرية " مسقط رأس صديقتى "على حد وصفها" وكذلك مدينة الزهراء بارك وضريح برقيبة، وزادت أنها تعارفت على فتيات هناك أصبحوا لها صُحيبات ورفقة. كل هذا وأنا أشدو وأبتسم وأسمع لها وأقاطعها فى كل سرد خاص بتونس أن تسرع للحديث عن اليونان. وأخيراً انصاعت لى وحكت أن اليونان لا تختلف كثيراً عن مصر، بلاد مزدحمة وواسعة لا غريب فيها وختمت بـ"اليونان مشدتنيش زى تونس يا فردوس"!!. - أصل الدم بيحن - بعد هذا الموقف مع رفيقتى عرفت المعنى الحقيقى لجملتنا الشهيرة (أصل الدم بيحن) لتستيقظ العروبة فى داخلنا جميعاً فتحن الدماء لبعضها مهما كان الفارق والبعد، فيظل الدم بطبعه حنان منان للأصل. - وعقدة خواجة - وعلى غرار ذلك أيضاً تظهر فى النفوس عقدة الخواجة السرمدية الراسخة فينا والتى تدفعنا للبخس من كل شىء طالما لم يمسه أجنبى حتى ولو كان، ملبس، بنفس اللون والشكل والخامة لكن كلمة - ده من برة يا هانم - تدفعنا للشراء والدفع أكثر. عقدة الخواجة ما هى إلا زهد فى لا شىء لإقناع ذاتنا بأننا لا نصلح لملئ هذا الشىء. وهذا الشىء هو الواقع الذى أعلن النصر للدم على الخواجة، مهما كان شكله وهيئته فجعل دم يحن ويزيح عقدة الخواجة، ومما أودى بصديقتى التى رأت فى تونس دمها الحامى يفور شوقاً وحباً دوناً عنه فى اليونان التى رأتها كسائر البلاد لا هى بالغريبة ولا هى بالكوكب الأخر فكان الجواب عندها لى أجل قد حن دمى لأصلى العربى المصون واستمتعت بالرحلة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;