أما اليزيد فهو كغيره من الأمراء، لهم حسناتهم وسيئاتهم، ولا ينكر أحد جهوده فى إصلاح الدولة وحال المسلمين، ولا جهاده فى سبيل الله، إلا أن المصائب التى حصلت فى عهده لا ترضى أحداً ولا يقر بها منصف.
نعم هو لم يأمر بمقتل سيدنا الإمام الشهيد، ولكنه لم ينه عنه وإنما ترك الأمر لبغى عبيد الله بن زياد، وحقد شمر بن ذى الجوشن، ونعم هو لم يأمر بضرب الكعبة المشرفة وحرقها ومقتل سيدنا عبد الله بن الزبير - رضى الله عنهما - ولكنه ترك الأمر لبغى وتجبر الحجاج بن يوسف، فأمره إلى الله لا نحكم له أو عليه.
أما الإمام الشهيد فهو لم يرض أن تؤول خلافة المسلمين لصبى، وهناك من المسلمين من هو أكفأ منه، ولم يرض أن تكون الخلافة ملكا عضوضا يورثه الآباء للأبناء وإن كانوا لا يصلحون، فلم يبايع له وخرج بأهله وماله إلى مكة فلم يتركوه، فخرج للكوفة حيث عاهدوه على الوقوف معه من أجل صلاح البلاد وخذلوه، فمات رحمه الله شهيدا فى سبيل الله، وبغية الإصلاح فى أمة جده محمد (صلى الله عليه وسلم).
وفى ذكرى مولد الإمام الشهيد نظمت هذه الأبيات:
(الحسينية الهاشمية)
يا ابن النبى المصـطـفى سبط الرسول المـجتـبـى
إنـى مـحب قــد صــبـــا عـشـقـا لــجـدكـم الـنـبـى
سـيـد شـبـاب العـالميــن إنــا أتــيـنــا مـهــتــديــن
عـنـد الـمـقـام ومادحـيـن نرجوا رضا الرب العلى
اللــه شــرف قـــدركـــم دومــا وأعـلـى ذكــركـم
آل الــنــبــى مــحـبــكــم درج الـمـكـارم يـعـتـلـي
حـب الإمـام شـهــيــدنــا بـيــن الــخـلائــق زادنـا
عـنـد الـحـبـيـب يـزيـدنـا نـورا فـصـرنـا نـهـتـدي
دع يا عزولى ما تـروم كن مبغضا أنت الـمـلــوم
أبــدا مــحـبـتـنـــا تــدوم لـحـسـيـنـنـا لا تـنـجــلــي
ربـى سـألـتـك بـاحـتـرام ترضى عن السبط الإمام
هذا الحسين أبـو الـكـرام مـن لـلـمـعـالـى يـرتـقـي
ثـم الصـلاة علـى التـمـام لـرسـولـنـا ماحى الظلام
والآل والصحـب الكـرام ولـكـل عـبــد مــقــتــدي