الأمن والاستقرار هما الرغبة فى الامتداد عن طريق الذرارى والأحفاد، ذلك الشعور الفطرى العميق الذى أودعه الله فطرة البشر لتنمو الحياة وتمضى فى طريقها المرسوم، ويكمل اللاحق ما بدأه السابق، وتتعاون الأجيال كلها وتتساوق (تتكامل).. ذلك الشعور الذى يحاول بعضهم تحطيمه أو تعويقه وتكبيله وهو مركوز فى أصل الفطرة لتحقيق تلك الغاية البعيدة المدى.
وكارهو الأمن والاستقرار يستخدمون التهديد المفزع، والوعيد الرعيب، فلقد أصبح الإرهاب اليوم فى كل مكان، فقد يكون أمامك، أو خلفك، أو بجانبك، أو فى داخلك، والإرهابى ليس عدو نفسه فقط، بل هو عدوك وعدو أهلك وعدو بلدك، والإرهاب أسلوب متدن للوصول إلى الأهداف، فالإرهاب ليست له هوية ولا ينتمى إلى بلد وليست له عقيدة إذ أنه يوجد عندما توجد أسبابه ومبرراته ودواعيه فى كل زمان ومكان وبكل لغة ودين، فالجماعة الإرهابية عندما تشعر ( بحق أو بدون حق ) بالغبن والظلم تبحث عن استرجاع حقوقها بطريق القوة المفرطة عن طريق أيدلوجية معينة أو عن طريق التأثر بالنص الدينى المتشدد الحاث على لزوم إحقاق الحق وإدحاض الباطل ولو بالوسائل العنفوية، ويمكن تقديم روشتة مقترحة لعلاج الإرهاب فى عشر نقاط وهى:
1 -عدم تبرير الظلم والعنف من أى جهة فى أى مكان فى العالم، فالدعوة لتجفيف منابع الإرهاب يجب أن تنطبق على ممارسات الأنظمة الحاكمة إزاء شعوبها، وكذلك ممارسات الدول العظمى إزاء دول العالم الضعيفة.
2 - التزام الحكومات بتطبيق الدساتير وإنصاف شعوبها والقضاء على مسوغات اتخاذ العنف كوسيلة شعبية لاسترجاع حقوق أو تنفيذ مطالب معينة , فالحكومات التى تحتضن شعوبها وتشعرهم بكرامتهم وحرياتهم وتمنحهم الحقوق أو تمنحهم فرصة التعبير عن آرائهم تكون أقل عرضة وتهديد لانتشار الإرهاب فى داخلها.
3- تجريم الفكر المتطرف دستورياً من خلال قوانين تشرعها البرلمانات التشريعية فى العالم ومنع ترويج أى بضاعة تهدد التعايش السلمى وتدعو للعنف.
4- تجفيف منابع الإرهاب الإعلامية على مستوى العالم من مواقع وقنوات وصحف وإذاعات وكل وسيلة إعلامية تدعو إلى الإرهاب (شيعى أو سنى أو مسيحى أو يهودى أو بوذى) ومنعها من ممارسة عملها منعاً قاطعاً.
5- وضع قانون ينص على عقوبة رادعة لكل رمز دينى يدعو للإرهاب والقتل والدماء كأن تكون السجن مدى الحياة, ومهما كانت هالة القداسة التى تحيط بهذا الرمز ( شيخ أو مرجع أو قديس أو غيره)، مع عقد جلسات تبرئة من أفكار التكفير والدعوة إلى العنف والازدراء لنقطع خيوط الاحتيال والدجل الذى يرتكز إليه الإهاربي.
6- حصر السلاح بيد الدول فقط وفقط مع ضبط حدودها الجغرافية (برياً وبحرياً وجوياً).وتشديد التفتيش والمراقبة لأقصى حد.
7 - التركيز على تصحيح الموروث التاريخى المغلوط كتفسير آية أو رواية أو فتوى فى كتب الأديان يستند إليها الإرهابى فى شرعنة عمله هذا.
8 – التكاتف دولياً لعزل أماكن الجماعات والكيانات الإرهابية على مستوى العالم، وحصرها اقتصادياً وعسكرياً
9- التركيز على الحوار والتعايش مع الآخر ولابد من الصبر على ذلك.
10- تشديد المراقبة والتعقب على ناشرى العنف والتحريض عليه فى مواقع التواصل الاجتماعى فى كل بقاع العالم، وحظر حساباتهم وصفحاتهم.