لم يصل أحد أو استطاع أن يجزم كيف سينتهي هذا الكون؟ ولكن الكل أجمع أن لهذا الكون المعجز نهاية حتمية ومثيرة
لمعرفة صفة نهاية الكون لابد أن نعرف أولا كيف بدأ الكون؟ قد توصل الانسان إلى أن الكون بدأ من نقطة متناهية الصغر ذات كتلة لا نهائية وحدث لها تمدد عظيم كان هو اللبنة الأولى لتسارع الكون وخلقه، حدث ذلك قبل حوالي 14 مليار سنة ومن هنا نشات نظريات افتراضية لنهاية الكون أهمها:
نظرية التجمد العظيم:
هذه النظرية تعتمد على حقيقة أن الكون في تسارع مستمر في الزمكان وبذلك سيصل الكون إلى مرحلة ستقل فيها كثافة الكون لدرجة يتم فيها استهلاك الوقود النووي المختزن في النجوم (مثل الشمس) - وبذلك تقل درجة حرارة الكون تدريجا إلي أن تصل إلى الصفر المطلق ( 273.15 سليزيوس تحت الصفر) وبهذا يصبح الكون موحشا مظلما. في حال حدوث هذا السيناريو فإن الحياة على الأرض ستنتهي قبل ذلك بمليارات السنين كون شمسنا هى من النجوم الأقل من حيث الحجم والطاقة.
نظرية التمزق العظيم:
هذه النظرية تقضي بأن الكون محكم ومترابط ومتمساك باتقان من خلال قوى الجذب الناتجة عن مليارات المجرات والنجوم المنتشرة في أرجائة ، ومع استمرار الكون في التوسع تقل كثافته ووتتباعد المسافات بين مجراته بشكل مهول يفقد عندها الكون تماسكه فتنهار قوى الجاذبية ويتمزق اشلاءا.
نظرية الانكماش أو الارتداد العظيم:
وهي الأقرب للمنطق, تفترض هذه النظرية أن نهاية الكون سوف تكون مشابهه للصورة التي بدأ منها, حيث أن توسع الكون ناتج عن الطاقة التي اكتسبها من التمدد العظيم فى بداية خلقه, وسيستمر في التمدد إلى أن يفقد هذه الطاقة وعند ذلك سيتوقف الكون عن التسارع ويبدأ في مرحلة الإنكماش أو الإرتداد العظيم وسيكون ذلك بمعدل أسرع بكثير من تسارعه. وبذلك يبدا الكون في التسارع العكسي للوصل إلى الصورة الذي بدأ منها. وسبحان الله، لقد ذكرتني هذه النظرية بالآية الكريمة:
" يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ" اية 104 سورة الأنبياء (السماء هنا اشارة إلى الكون)
وهذه النظرية هي الأقرب للمنطق لسبب علمى واضح وهو الثقوب السوداء التي تنتشر في أرجاء الكون. الثقوب السوداء ببساطة هي صورة مصغرة لنهاية الكون, فهي كانت نجوم انطوت علي نفسها بسبب جاذبية ذاتيه مهوله لدرجة انها تجذب الضوء بداخلها وبذلك اصبحت ثقوب خطرة حالكة السواد بعد أن كانت نجوم ذات أحجام مهولة.
سوف أتطرق لظاهرة الثقوب السوداء بشيء من التفصيل في مقالات لاحقة باذن الله.