أكثر ما يميّز القيادة السياسية المصرية الحالية هو حرصها على تأهيل الحياة بكل جوانبها وأشكالها في مصر لتضمن استدامة الإنجازات التي تحدث نُصب أعيننا، فمن السهل أن تحقق الدولة اليوم الحياة الكريمة للمواطن، أو تعلو بمؤشرات الاقتصاد والنّمو، لكن أن لم ليكن لديها آليات الإستدامة لكل ما تحقق لما تميّزت بالتفوق لا النجاح فقط .
تأهيل الشخصية المصرية والاستثمار في المواطن المصري، جاءت مبادرة "حياة كريمة" لتثرى قائمة المبادرات الرئاسية التي تم إطلاقها مؤخرًا.
ولكن هناك مثل صيني يحظي بشهرة كبيرة بين المواطنين والذي يقول " لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد"
ولأن الدولة المصرية اليوم تحرص على أن تقدم للأجيال القادمة حياة كريمة، كان لابد من إلقاء الضوء على تلك المبادرة، فالغير معقول هو أننا دائمًا ننتظر يد العون من الدولة، فلا يوجد في العالم أجمع دولة تستطيع أن تعطى لسنوات والمواطن في سٌبات عميق.
ولكن الذي تستطيع أن تفعله الدولة بشكل مستمر هو أن تخاطب العقل البشرى وتسلط الضوء على بعض الأشياء وتحمس وتشكل الوعي، وتفتح الآفاق وتنسق بين المجهودات .
وعندما قالت الدولة المصرية " حياة كريمة" فهي تقصد أن نطمح نحن اليوم في العيش في حياة كريمة بعد سنوات كثيرة من إهمالنا لمفهوم جودة الحياة في مصر بكل صورها، بالإضافة لدعم الدولة لكل الطبقات صحة وتعليمًا ومستقبلا وما غير ذلك الكثير.
ولنحقق الحياة الكريمة علينا أن نكسّر كثير من التابوهات العقلية والسلوكية ونجرى عملية إحلال لبعضها الآخر .
ومنها علينا أن نتخلى عن بعض المفاهيم الاقتصادية والاجتماعية مثل انتظارنا الدائم لدعم الدولة وانخفاض الأسعار ومواجهة ذلك بتعديل سلوك الاستهلاك اليومي وترشيده والسعي وراء المشاريع الإنتاجية مما سيضمن لنا حياة كريمة.
منها : الايجابية السلوكية والمشاركة في النشاط المجتمعي والخروج من قوقعة الهموم التي نكثرها فوق رءوسنا كل يوم، منها ذلك التابوة الكارثى والمفهوم المرسخ بداخلنا" وأنا مالي" ، فلا أتصور أن يسير المواطن،مثلا في الشارع المصري عازفًا عن مساعدة مصاب أو طفل ضال .
منها أيضًا:- تعزيز دور المؤسسات الأمنية بتكريم أفرادها الشرفاء واحتضان ذوى الشهداء وإنشاء صندوق- كمقترح- بتضافر جهود الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني يخُصص لصالح الإنتاج المحلى لكل الصناعات من الأسلحة المختلفة حتى نكتسب معرفة ومعنى قيمة المؤسسات الأمنية الوطنية والتي بفضلها نحيا حياة كريمة.
وأخيرًا وليس أخرًا:- التخلص من العادات السيئة التي تشوه جمال الشارع المصري من إلقاء القمامة في غير الأماكن المخصصة لها والبصق في الشارع مما يعرضنا لتناقل بعض الأمراض مثل الدرن وغيره، تشجيع كل الشباب لتجميل الأماكن العامة.
فمصر تستحق أن نقدم لها حياة كريمة لكل مواطنيها
د\ماريان جرجس