لا يخفى على أحد أهمية الثقة بالنفس عند الشباب، ولكى تترسخ هذه الثقة عند الشباب لابد من الاهتمام بها فى مرحلة الطفولة؛ فيجب أن يعلم الآباء والأمهات والمربين أنها الكنز الأكبر فى قدرات وإمكانيات الطفل.
وعند النظر للشباب المتطرف نجد أن ضُعْف وانعدام الثقة عنده من الظواهر السلبية والسلوكيات المتطرفة؛ والسبب بلا شك نتيجة رواسب وجذور فى تربيته، فالشخص الذى يفقد الثقة فى القامات والشخصيات العامة المشهود لها بالنقاء والكفاءة نشأ فى بيئة غير سليمة، وإن كان الظاهر مروره وشعوره ببعض الأحداث التى واجهته فى مرحلة شبابه، إلا أن السبب الرئيس هو عدة أسباب حدثت للطفل فى طفولته وتراكمت وهو لا يشعر، وظهرت فى وقتها المناسب عندما يقابل ظروف معينة أظهرتها، ومن بين هذه الأسباب تقليده أو تأثره بالوالدين أو أحد المربين، فلو وجد أب أو أم يعمل ويتصرف خلاف ما يدعو إليه حتما سيصبح طفلًا ومن ثم شابًا معدوم الثقة فى نفسه، وكذلك عدم الاهتمام بالطفل وكثرة توبيخه ووصفه بالفاشل كل ذلك يكوّن صفة انعدام الثقة عند الطفل.
ويمكن بيان أهم علامات ومظاهر ضُعْف الثقة بالنفس عند الأطفال من خلال تجربتى فى العمل كمدرب تنمية بشرية، وهى السلبية التامة فلا يكترث بكثير من الأمور التى تهمه أو التى تخصه، والتقليد الأعمى دون إعمال الفكر، والأنانية والخجل والخوف، وكثرة إعطاء الوعود بلا فعل.
وعن وقاية وعلاج أطفالنا من هذه الصفة السلبية لابد من تشجيعه، وإبراز الصفات الإيجابية فى شخصيته، وتوفير القدر الكافى من الحب والرعاية والمحبة والتواصل معه، وكذلك الابتعاد عن نقده باستمرار، وخاصة أمام أقرانه وإخوانه، وإعطاؤه الفرصة كاملة ليتكلم مع الصغار والكبار مع الاهتمام بكلماته واحترام آرائه، وكذلك العمل على اكتشاف مواهبه وقدراته وتنميتها.