مع مرور الوقت كل شىء سيكون نقيضه، ما تراه مشكلة الْيَوْمَ سيكون ذكرى غدا، وما تراه كثيرا بحكم تغيرات الزمن سيُصبِح قليلا غدا، وما تراه قوى ستضعفه الأيام، وما تطلبه بشغف الآن ستفقد بريقه بعد امتلاكه.
عندما تريد أن تفهم أكثر انظر إلى الماضى وما مررت به من عقبات كانت كبيرة جدا وقت حدوثها، وأصبحت الآن تذكرها على أنها مرحلة ومرت بسلام.
كم من الأشياء كنت تتمنى الحصول عليها وعندما حدث ذلك ربما لا تتذكر شغفك عليها لأنك تعودت عليها، تعامل مع ما يصعب حصولك عليه بنفس المنطق وحاول ستصل دون وجع.
الغنى يتمنى أن يعود بسيطا والفقير يتمنى أن يكون غنيا، الشيخ يتمنى أن يكون شابا، والطفل يتمنى أن يصبح كبيرا، والعاطل يتمنى عملا يشغله، ومن يعمل ينتظر المعاش ليرتاح، والفتاة تتمنى الزواج، والمتزوجة ملت العيشة ودوشة الأطفال وقيود الزوج، والمطلقة تتمنى أن تعود لأسرتها كما كانت من قبل مهما حدث.
والغريب يتمنى العودة الى الوطن، والشباب يتمنى الهروب من الوطن، فى الحقيقة إننا جميعا نعيش فى عالم المتناقضات، الشىء وعكسه هو ما يغضب الإنسان فى هذه الدنيا.
والشىء الوحيد الذى لا تتمنى أن تعيشه هو أن تكون على معصية، والأمنية الحقيقية التى يجب أن نحرص عليها حسن الخاتمة، والعمل الوحيد الذى يجب أن نداوم عليه هو كل ما يرضى الله عز وجل.
اعمل على ما تحب تحقيقه دون أن تجعله كل شىء فى حياتك وسبب سعادتك أو حزنك، كل شىء سيتحقق ويفقد والعكس مع مرور الزمن، فقط اصبر وكل شىء سيكون أو لا يكون شىء.