بين عدم ثقة الرجل فى زوجته وغيرته عليها شعرة حادة جداً يجب أن تكون المرأة على علمٍ تامٍ بها حتى لا تقع فى مشاكل قد تكون سبباً فى حدوث الانفصال بينهما فيما بعد.
ويجب أن تعلم المرأة أن غيرة زوجها عليها ومنعه لها من بعض الأمور لا يتناقض مع ثقته بها، ولا يقلل من حبها نحوها.
فعلى سبيل المثال إذا منعها من الخروج فى وقت متأخر أو ما شابه ذلك لا يحق لها أن تغضب من ذلك، ولا يجدر بها أن تذهب بتفكيرها بعيدا بتفسيرات خاطئة لا وجود لها على الإطلاق إلا فى مخيلتها هى بسبب موقف اتخذه زوجها بدافع غيرته عليها وخوفه من تعرضها لأى أذى عند خروجها وعودتها على حد سواء.
وهناك الكثير من المواقف المشابهة التى ربما تحدث بين الزوج وزوجته لا يتسع المقام لذكرها ولا أفضل الحديث عنها هنا، لأنها ربما تُسبب نوعاً من الحرج لأى أسرة تَصدُق عليها مثل هذه المواقف.
هناك بعض الأزواج تصل ثقته فى زوجته حداً لا يمكن تصوره، وعلى الرغم من ذلك تجده فى مثل هذه المواقف يتخذ موقفاً حاسماً بسبب غيرته الطبيعية على زوجته، وحرصه على الحفاظ عليها، وتمسكه بعاداته وتقاليده التى تتفق مع دينه الذى يعتز به. فهو من شدة حبه لها يخاف عليها أكثر من نفسه، وثقته بها ربما تتجاوز ثقة والديها بها، ولكن ذلك لا يعنى أن يغضَّ الطرف عن فعلٍ لا يتوافق مع ما يفترض به أن يصنعه بصفته مسؤول عن تلك الأسرة وأمانها. فيجب على المرأة أن تضع كل هذه الأمور نصب عينيها وتفرح أن لديها زوجاً يغار عليها ولا يهملها قبل أن تُقدِم على فعلٍ ربما تتأسف عليه بعد ذلك ولا تستطيع حينئذ أن تصلح ما أفسدته، وربما تعانى بعد ذلك فى العثور على شخصٍ يتصف بمثل هذه الصفات الحسنة الذى كان يتصف بها مَن كان يوماً ما زوجا لها، وحظيت به امرأة أخرى غيرها.
وفى النهاية أؤكد أن غيرة الرجل على أهل بيته لا سيما زوجته وبناته تتوافق تماماً مع الفطرة التى فطر اللهُ الناسَ عليها -بالطبع أقصد الأسوياء منهم- ولا يحق لأحدٍ ما أن يطالبه بالتخلى عنها بداعى الحداثة المستوردة من الخارج والتى لا تتوافق بأى شكل من الأشكال مع أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا التى تربينا عليها والأهم من ذلك كله ديننا.