صالح المسعودى يكتب: مصر أم مين؟

لم يجول بخاطرى فى يوم من الأيام أن هذا المقطع ( الكوميدى ) الشهير سوف يأتى عليه الوقت ليشابه الواقع بهذا الشكل، فرغم أن هذا المقطع من ( الكوميديا البحتة ) إلا أنه مس كبد الحقيقة، ولكن بطريقة مقاربة ( للدرامية ) فلم يتخيل الفنان الراحل ( فؤاد المهندس) وزملاؤه من الممثلين أن كلماتهم المضحكة سوف يفسر معناها بعد عشرات السنين بهذا الشكل المبكى . ونختصر ما دار فى هذا المشهد المضحك حتى يتثنى للقارئ الواعى الربط بين ذاك المشهد وهذا الواقع، فيدور المشهد من خلال بعض الطلبة على مجموعة من ( التخت ) المدرسية كأنه ( فصل دراسى )، ويقف أمامهم معلم هو الفنان ( فؤاد المهندس ) ويوجه سؤاله أولا للطالب عباس. المعلم. إيه اللى تعرفه عن مصر يا عباس ؟ عباس. مصر هى أمى المعلم. ساخراً برافو يا عباس، ممتاز يا عباس، عشرة على عشرة يا عباس اقعد يا عباس، ثم ينادى المعلم على الطالب الذى بجواره وهو الفنان ( المنتصر بالله ) المعلم. منادياً على محروس إيه اللى تعرفه عن مصر ؟ محروس . مصر هى أم عباس المعلم. مصر هى أم عباس يا محروس ويقوم بصفع محروس الذى يقوم بدوره بضرب عباس وهو يقول ( مش أنت لسه قايل إنها أمك ) هل انتهيت من الضحك على المشهد السابق عزيزى القارئ المحترم ؟ إن كنت انتهيت من الضحك فتعالى معى نعمل وبشكل مبسط تقريبا للمشهد الراهن ونسأل أنفسنا أسئلة مهمة جاء وقت الإجابة عنها.. هل مصر أم الفاسد الذى استغل وظيفته أو موقعه للإضرار بها وببقية أهلها؟ هل مصر أم الإرهابى الذى يقتل فى أبنائها بسبب فكره المشوش المنحرف؟ أم أن مصر أم الشهيد الذى ضحى بحلمه وعمره من أجل ترابها ورفعتها؟ أم هى أم الذى يعمل كل ما فى وسعه لرفعتها ونهضتها؟ بالتأكيد عزيزى القارئ أن مصر هى أم كل ما سبق ذكره رضينا أم أبينا فهذه سنة الحياة، ومصر أم كأى أم عندها جميع أطياف الأبناء، لكن السؤال الذى لابد منه ما هو منظور مصر لأبنائها وكيف تفكر تجاههم، وهل يستوى عندها الجميع أم أن لها رأى آخر؟ مصر يا عزيزى القارئ كأى أم تتمنى لأولادها الخير والسداد والرشاد، مصر كأى أم تحب ابنها البار كما أنها تدعو لابنها الضال أن يعود للصواب . مصر لا تكره أحد من أبنائها حتى من يلوث ثوبها الناصع البياض فمصر أم والأم لا تكره ولا تحقد مصر تنظر لأولادها جميعا على أنهم شخص واحد، لكن للأسف تجد أبناءها هم من يفيئون بعضهم البعض .

فهذا فاسق ومن يقول ذلك يمسك فى يده مفاتيح التدين بل من الممكن أن يزعم أن معه مفاتيح الجنة والنار لأنه وببساطة قرأ بعض الكتب من ( النت) فوصم معظم الناس بالفسق والفجور والضلال المبين. والآخر مدعى للوطنية فاعتقد المسكين أن غيره عميل أو خائن وتأرجحت التهم بين الناس بين التدين والتخوين والجميع يدعى على مصر زوراً وبهتاناً أنه ابنها البار الوحيد، لكن بالتأكيد مصر لها رأى آخر.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;