لقد اعتدنا فى مصرنا الغالية عند كل مناسبة وطنية أو ثقافية أو اجتماعية أو من أى نوع أن نطلق مخزونا كبيرا من الأغنيات التى تعودنا على سماعها فى هذه المناسبات – كما نعرض الأفلام والمسلسلات التى كان قد تم إنتاجها منذ سنوات ويقوم الإعلام بإعداد البرامج إياها التى تعودنا عليها بلقاءات متنوعة.. ونحن فى الحقيقة ولعقود وسنوات طويلة كنا نهتم فقط بالمظهر والدعاية غير الواقعية، لأن المواطن المثقف الواعى نادرا ما كان يجد أذانا صاغية أو جهة تهتم بتنفيذ وجهة نظره وتعمل على إخراجها للواقع الفعلى كما هو الحال مع مواطنى الدول المتقدمة - لأسباب كثيرة منها الجهل وعدم وجود الرجل المناسب فى المكان المناسب. ولتوفر العدد الكبير من شياطين الإنس المتخصصين فى إنتاج وإخراج وتمثيل المئات من المهازل التى كانت تباركها الحكومات البائدة ويصفق ويهتف لها بلا وعى الملايين من أبناء الشعب .
فعلى سبيل المثال لا الحصر-- عيد الأم -- هذه الأيام تم عمل اللازم وتم تكريم الأمهات وتشبع المجتمع إعلاميا بهذا الحدث الهام بكل الوسائل المسموعة والمنشورة والمرئية وهو جهد رائع -- ولكن لا زالت الأم المطلقة والأرملة والأطفال اليتامى والمشردين فى الشوارع وملايين الأسر المفككة و نقص دور الرعاية للمسنين و ضعف الرعاية الصحية والاجتماعية والاقتصادية وغياب العدالة الناجزة فى مجال التقاضى -- كما أصبحت الأسرة بكاملها تعانى من مشكلات ناتجة عن الفقر وتشبث شبابها من الجنسين بالموضات الغربية فى كل شىء وتراجع دور الأب فى تحمل مسئولياته فى الكثير من الأسر إلى جانب مشكلات المخدرات والزواج العرفى .... إلخ --- كلها كانت لها حلولها النموذجية منذ سنوات والموجودة على الورق فى آلاف الملفات بأنتظار التنفيذ الذى تأخر كثيرا فى ظل الفساد والرشاوى والمحسوبيات وحروب الفتاوى والإرهاب .... والتى بدأت حكوماتنا الحالية تتعامل معها بكل حزم وشفافية -- وقد أحس بها الجميع .
إلى السادة المسئولين -أيها الآباء والأمهات والأبناء الأعزاء ... إن البداية تكون من خلال إيجاد المواطن المثقف الإيجابى و التخطيط السليم لنظم التعليم وأسس التربية وتأصيل المواطنة السليمة لأبناء وطننا الغالى ليتعرف الطفل على أهمية الانتماء للوطن والتفانى فى الحب والعطاء ودفعه للرقى وبإعادة بناء الأسرة كما كانت ---- وليعرف الآباء أن حب الوطن سلوكيات وليست أبدا شعارات فقط --- ونحن متفائلون بمستقبل واعد لمصرنا الغالية التى وفقها الله بعد تلك الثورة المجيدة لينعم شعبها بمختلف أطيافه وطبقاته بكل مايستحقه من عيش كريم ومن حرية وديمقراطية وعدالة وأمن وأمان -- فهذه مصر أم الدنيا كلها ---- " وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق الله العظيم.