المشهد ذو ثلاثة أطراف، أنت، وأحدهم يتكلم عنك، ومن يستمعون له..وسنتحدث عن كل منهم باختصار مع التركيز على رد الفعل الأقرب للصواب.
كيف هو رد فعلك عندما ينمو لعلمك أن أحدهم ذكرك بسوء دون أن تسىء إليه..؟
الاحتمال الأول أنك تندهش لكونك أحسنت إليه.
الاحتمال الثانى أن تصبح فى حالة عداء معه فتغضب.
الاحتمال الثالث أن تتفاجأ لكون ذلك الشخص لا تربطك به أى علاقة، فتغضب أيضا.
هذا فيما يتعلق بك..
أما فيما يتعلق بمن يتحدث عنك بسوء فهو بكل تأكيد إما يكرهك أو يحسدك أو يحقد عليك، وفى كل الأحوال هو غاضب منك.
وبالنسبة لمن يستمعون فينقسمون إلى قسمين، أناس يعرفونك ويحبونك وسوف يتبينون الكذب فيردون غيبتك ويدافعون عنك، وأناس لا يحبونك فسيصادف الكلام هوى فى أنفسهم ويساهمون مجانا فى ترديده دون دليل سوى ما سمعوه..
إذاً فى كل الأحوال ثمة غضب ثمة عاطفة سلبية..
هل تبين لكم الآن علاقة الذكاء الوجدانى بطريقة سير الأحداث فى الحياة؟
من المهارات الأساسية فى الذكاء الوجدانى أن تحدد الشعور الصحيح فى الموقف كى تتعامل معه..
الأمر إذاً يتعلق بالمشاعر والأحاسيس..
والذكاء الوجدانى يعنى التحكم بالعواطف وكيفية توظيف الأحاسيس والمشاعر بما يتناسب مع الموقف..
والآن دعنى أخبرك كيف يمكن التصرف حين يخبرك أحدهم أن فلانا يتحدث عنك بسوء..
ولكن الناس يا صديقى لا تتحدث إلا عن النجوم فقط..
فيجب أن يكون أول شعور ينتابك هو الأهمية وليس الغضب، الفخر وليس الدهشة، القوة وليس الإهانة..
لا تندفع وتتسرع فى الرد أو الدفاع وتبرير موقفك يا عزيزى.. لأن من يحبك لا يحتاج لمبررات وأسباب، ومن يكرهك لن يكترث لردك..
إن أردت رأيى.. اصمت.. انجح.. أتمم ما بدأته.. أكمل ما تعمله..نعم أنصحك بأن تصمت وتبتسم وتمضى قدما.. مهما قيل عنك لا تلتفت.. لا تلقى بالا.. لا تضيع وقتك الثمين فى الرد.. لا تنشغل عن أهدافك.
دع ما يقوله عنك الآخرون وراء ظهرك فيدفعك للأمام..
أو تحت قدميك.. فترتفع.. أو بجانبك لتتزن.. لكن لا تدعه أبدا يتسلل إلى عقلك وقلبك..
هذا هو الوعى الذاتى يا عزيرى.. أن تعرف نفسك وتثق بها وبقدراتك تمام الثقة.