يمتلك كل إنسان جانبا مضيئا فى حياته العملية وجانبا مظلما وضعيفا حتى ولو كان من أصحاب العقول العبقرية، لك أن تتخيل اديسون الذى ترك للبشرية فوق الألف اختراع لم يكن يحب الحساب وكان يكره الرياضيات بصفة عامة، وكان اديسون يعمل فى مصلحة التلغراف وكانت خدمته ليلا لذلك كان يستغل النهار فى معمله وبين تجاربه.
ومن طرائفه انه كان يغلبه النعاس أثناء العمل فلا يستجيب لرد الاشارات اللاسلكية التى ترد إليه من محطات أخرى، فأنذره المفتش وأمره أن يرسل إشارات للمحطات الأخرى كل نصف ساعة ليثبت أنه مستيقظ !! فما كان من اديسون إلا أن اخترع آلة تنوب عنه فى ارسال الاشارات التلغرافية من تلقاء نفسها مرة كل نصف ساعة .
سجل اديسون 1093 مخترعا فى الولايات المتحدة وتقديرا لعبقريته وإسهاماته فى خدمة البشرية قرر الكونجرس الامريكى منح اديسون ميدالية ذهبية تصنع له فقط ولا تمنح لغيره أبدا اطلقوا عليها ميدالية الكونجرس الخصوصية الذهبية، كما منحه الاسطول الامريكى الميدالية الممتازة بخلاف الاوسمة والنياشين التى اهديت اليه من ملوك العالم ورؤسائه.
وكان اديسون لا يعبأ بملابسه قط لأنه كان لا يعبأ بمسرات الحياة العادية ومظاهر الرفاهية، وكانت حياته فى اغلبها داخل معمله وكان يتناول الطعام احيانا من نافذة المعمل وأغلبه كان عبارة عن كسرة خبز وقطعة سردين وكوب لبن، لقد اضاء اديسون الحياة من خلال المصباح الكهربى فكان علينا أن نلقى بالضوء على حياة هذا العبقرى المتميز.