تُعتبر الأسرة هى الركن الأساسى فى تكوين أى مجتمعٍ، وتحكُم الروابِط الاجتماعية؛ فشخصيّة الفرد تتكوّن فى الأساس منذ صغره، فإذا كانت تربيته سليمة والبيئة التى تربى فيها سليمة وخالية من المشاكِل فيخرج فرداً طبيعيّاً محباّ للحياة الاجتماعية، بينما البيئة التى تفتقر إلى التربية الإسلامية فإنّ أفرادها فى الغالب يُعانون من مشاكِل فى التواصُل مع الآخرين ويميلون إلى الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
من النادر أن يتلقى الإنسان الموهوب أو التوّاق إلى النجاح فى المُجتمعات ذات الوعى المُنخفض دعمًا أو تشجيعًا معنويًا من أفراد الأسرة والأقرباء.
صحيحٌ أن المرء قد يكون محظوظًا فى حالات استثنائية نادرة يولد فيها بين أفراد أسرة داعمة مُشجعة واعية بمكانة الموهبة وقيمتها العالية، وقد يكون أكثر حظًا فيُصادف فى بدايات شبابه شريك حياةٍ مُتفهم يؤمن بطموحاته ويثق بها ويُساندها.
الأكثرية من غير المحظوظين لا يحظى عالمهم الخاص بتلك المُعجزة، لذا يجدون أنفسهم مُضطرين لمواجهة اعباء السير فى طريق النجاح بكل ما يكتنفه من مصاعب بمُفردهم، ومواجهة الحروب التى تشنُّها الأسرة والأقارب ضدهم مع إخفائها عن الغرباء خشية شماتة الأعداء أو الظهور بمظهر المهزومين الضعفاء.