المواطن المصرى ليه طبيعة خاصة بتختلف عن كافة مُواطنى الدنيا، لما تسافر برة وتلاقى مصرى مهاجر ومُقيم إقامة كاملة خارج مصر اسأله سؤال وهو: "نفسك ترجع مصر؟"، والإجابة عند الجميع هتلاقيها «نعم»، ولو أتبعت السؤال بسؤال آخر وهو: "لما إنت عاوز ترجع إيه اللى مقعدك هنا؟"، هتلاقى الإجابة لإما ماكنشى لاقى شُغل فى مصر وبرة وجد فرصة كويسة أو مش لاقى نفس المستوى الوظيفى والتقدير المادى دا فى مصر .
ولو سألته سؤال أخير وهو: "إيه رأيك ترجع مصر وتاخد نص المُرتب اللى بتاخده هنا؟" هتلقيه يقولك: "إيدى على كِتفك".
المصرى لما بيسافر بيكون آخر خِطته أنه يرجع ويستقر فى بلده، ومعلومة للى مش عارف المصرى هو المواطن الوحيد فى العالم اللى بيرجع بشُنط مِتلِتلة لبلده، أى مواطن فى العالم لما بيرجع بلده بتلاقيه جايب شُنط خفيفة أغلبها أغراض شخصية، لكن الله يكون فى عُون المَوانى والمطارات عندنا، المصرى ببقى عاوز يجيب الدنيا ويحُطها فى بلده، ودى سيكولوجية غريبة عنده، وآخر هدفه يقولك عاوز أرجع بلدى أفتح شركة أو أعملى مشروع وأموت واندفن فى مصر، رحلته الخارجية تتلخص فى كلمتين « خرج ليعود» .-؟
واقع مُؤلم بيعيشه المواطن المصرى بالخارج لإنه بيعيش على عكس فِطرته وسيكولوجيته، لذا نُطالب بإلغاء الهجرة للخارج إلا سياحةً أو استثماراً وليس عملاً وإقامةً، ونُطالب أيضاً بإلغاء هذه الوزارة وهى وزارة الهجرة وكأن الدولة تُشجع الهجرة.. ولكن السؤال المهم الآن حتى لا نكون فى معزل عن الواقع، كيف نمنع الهجرة دون توفير فرص عمل حقيقية تكفل حياة كريمة لهؤلاء المُهاجرين؟.
الدولة عندنا بتحل مشاكل كتيرة جداً وبتيجى عند مشكلة البطالة وبترفع إيديها وتقولك ماليش فيها، ياعم الحاج إنت دولة مالكشى فيها إزاى؟ والحل بسيط كل فرد بيخلص تعليمه أياً كان نوع تعليمه لازم الدول توظفه، ولما بنقول توظيف الدولة بتفتكر أنه توظيف حكومى، مش شرط ياعم الحاج عندك القطاع الخاص «إدى للقطاع الخاص مزايا وإعفاءات مقابل تعيين شباب الخريجين»، المفروض المسئول ما ينمش ألا لما يعين كل شباب الخريجين بتوع السنة دى، ومشكلة البطالة أنا كتبت ليها قبل كدا مقال اسمه "حل مشكلة البطالة فى كلمتين"، يارب الدولة تتحرك ونلغى الوزارة دى ونوفر ميزانيتها لأبناء الدولة لمصالح أخرى.