أيامٌ روتينية، أوقاتٌ متماثلة، حيواتٌ متكررة وعجبى ! من منا يعرف ماذا يخبئ له القدر؟ من منا عاش يوماً وهو على دراية بكافةْ تفاصيله؟ تمر الايام والليالى ونحن واقفون مكاننا، ثابتون، لا ندرى هل سيصبحُ علينا فجرٌ ام سنكون مع من فارقونا؟.
كثيرٌ منا من يعيشُ حياةً بلا هدف، ظناً منه أن واقعهُ هو المسئول، لكن الحقيقة ليست فى الواقع بل انها تنبع من جوهر الانسان، فهناك أناسٌ يموتون بداخلهم ألف مرة وهم لا يعلمون العظمة التى تنبع من أنفسهم، الروتين هو اكبر عامل مؤثر سلباً على قلب اى شاب، فإن عاش وهو مقتنع بهذا الروتين بأنه يجعل حياته هادئة او آمنه كما يعتقد، فسيمر عليه شبابه ضاحكاً عابثاً كالقطار السريع ولن يُقَدم ما يمكن أن يتملك احساسه بالفخر وانما مزيدٌ من الالم .
التمنى هو ما يبقى الانسان على قيد الحياة رغم انه يسبب مزيداً من الالم، ولكن التمنى وحده لا يكفى، تخيل انك تتمنى أن تصبح عظيماً كما ترغب ولكن واقعك يحاول أن يجبرك أن يحدد هويتك ويشدك بكل قوته الى نار الفشل، ثم ماذا ؟! هل ستقف على هذا الحد ؟ ام ستحاول تغيير واقعك ؟ فإن لم ينبع من داخلك شعاع الارادة - حتى وان كان مجرد ضوء خافت - فأنت لا تستحق أن تعيش فى هذا العالم .
الله خلق اوائل البشر آدم و حواء وجعل من الجنة منزلاً لهم حتى عصوا الله فأرسلهم الى الارض حيثُ الحياة الجديدة وليس للعقاب، هكذا خُلِقنا، خُلِقنا لنبدأ من جديد، فشل ثم نجاح، موت ثم حياة، فإن كنت مؤمناً حقاً بأنك عظيم، فانتفض ! وعش الحياة التى تريدها، كن كما ترغب حتى وان كنت مختلفاً واصنع إرثك بنفسك حتى يُكتَب على قبرك بعد موتك " هنا يرقد الاسطورة " .
كُن على يقين أن كل شىء سيحدث فى وقته المناسب فقط ثق بتدبير الله واطمئن حتى وان كنت تمر بشدائد، "فالشدائد تدفعنا للتمعن فى حالنا، ولذلك فهى مفيدة جداً لنا، " صمويل جونسون، فإذا اصابتك مصيبةٌ قل الحمد لله وأكمل ما تفعل، فالله يختبر صبرك من حين لأخر.
أنت لا يمكنك تغير قدرك ولكن مهما كان قدرك عليك بتنظيم أمور حياتك عليه، أما واقعك فيمكنك أن تغيره بالاختيار اما أن تعيش كما ترغب وتحقق ما بداخلك من طموحات ام ستموت وأنت عاجز على أن ترفع يديك الى السماء وتقول " لقد فعلتها " ! .