المرأة المصرية لعبت عبر العصور القديمة والحديثة دور البطولة بمشاركتها الفاعلة فى شتى المجالات؛ فظهرت الشاعرة والملكة والفقيهة والمحاربة والفنانة، وما زالت المرأة حتى العصر الحالى تتعب وتجتهد فى سبيل بناء الأسرة ورعاية البيت، حيث يقع على عاتقها مسئولية تربية الأجيال، بالإضافة إلى أدوار عديدة منها دورها فى مجالات الحياة المختلفة على مر العصور.
فى عصر الدولة الفرعونية سجلت النقوش والبرديات، أن المرأة المصرية قبل التاريخ كانت تملك الأملاك والأموال، وكانت لها الحرية المطلقة فى عقد الاتفاقات وإبرام العقود، وأن مصر كانت البلد الوحيد بين حضارات الشرق القديمة الذى اعترف للمرأة بوضع قانونى تتساوى فيه مع الرجل، كما أنها كانت تعمل فى عدة مجالات وتعلمت المرأة منذ عهد الدولة القديمة الطب والجراحة وحملت لقب رئيسة الطبيبات، وكانت المثال الأول فى العالم للمرأة الطبيبة (ميرت بتاح) أول امرأة طبيبة يذكر اسمها وربما تكون أول امرأة فى التاريخ تعمل فى مجال العلوم، كما أن بعضهن تولى منصب الملكة فى مصر مثل (حتشبسوت) التى تولت العرش من بعد زوجها (تحتمس الثاني) والتى حكمت مصر لمدة 20 عامًا وفى عصرها ازدهرت البلاد اقتصاديا وسياسيا، وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التى قامت بها.
وفى ثورة 1919 ظهرت المشاركة الإيجابية النسائية فى أبهى صورها، كما سقطت أول شهيدتين خلال المظاهرات وهن حميدة خليل وشفيقة محمد، وتم تشكيل لجنة الوفد المركزية للسيدات نسبة لحزب الوفد بزعامة سعد زغلول وانتخبت هدى شعراوى رئيساً لها، كما لعبت المرأة دورا فى محاولة تحريك النهضة النسائية من خلال المشاركة فى المؤتمرات الدولية، فشاركت شعراوى من خلال مؤسسة الاتحاد النسائى بأول وفد عربى فى المؤتمر النسائى الدولى بروما.
وفى الوقت الحالى برزت المرأة فى عصرنا هذا ولعبت أدوارا عديدة بحاجة إلى قوة وشجاعة، فظهرت المرأة القائدة لبلادها، والمرأة الطبيبة، والمرأة المعلمة، وأخذت ادوارا حتى فى مجالات الحرف اليدوية التى عرفت بانها من شأن الرجال وتحتاج قوة الرجل، ولكنها برعت فى كل دور لعبت فيه، وستبدع أكثر وأكثر إذا آمن المجتمع بها، وأعطاها من الفرص كما أعطى للرجل، فلها الحق فى البحث عن ذاتها، وممارسة المهنة التى تناسبها.
فى النهاية يجب أن نكرم المرأة فى المجمع فهى الام و الاخت التى توفر كافة سبل الراحة لأبنائها أو أخواتها حتى ينعموا بحياة سعيدة ومريحة وتسعى بكل طاقاتها وجهدها على نهضة المجتمع و تقدمه، كما يجب أن نلتزم بوصايا رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم حيث أمرنا بالاهتمام بالمرأة و تكريمها لأنها منبت ظهور الانسان القويم و الفعال فى مجتمعنا.