ينشدُ القلبُ أجملَ ما فيه من ترانيم وتراتيل، إذ يَنعكسُ على قَسماتِ الوجُــوهِ نسيمهُ، على الآذانِ عُذُبة صوتهِ، على الـعُيـــــون وضُوح رؤيتهِ، وعلى العقل اِتساع نبضــــاته.
حين يسلك القلب طريقـًا غير معوج، فهوَ لا يَضل أبداً، إنــهُ يَسكبُ كل ما فيه من تـــرح وفــــرح، ويبدو على مُحيا المــــرء اطمئنانــه، فهوَ لا يرسمُ إلا كل طيب، يراه الناظــرُ إليه كعقارب الساعة، يَمضى بثقة وثبــات، فقــط يتوقف إذا جاءَ أجلـــهُ.
فكم من قُلوبٍ مـعطوبة أرسلت شارتهــا ولم يأبهُ لهــا، وأخلصت حُباً وأعلنت وداً، ولم تمضِ إلا حــــين اِنكسر مجدافهـا، وغَرقت فى لُججِ العتابِ المُتكـــرر! فإن اِستطعت أن تَبتعــــد فافعل، ففى النهاية لا يلام إلا من اِنكساره لا يـراهُ ســـواهُ، على الرغم مما قَدم من حُبٍ، ونالَ من صَدٍ، إلا أنه يتعلم كيف يشحذ ببَصرهِ عالياً فى سماء البصيـرة.
نشيد الـشروق جميـلٌ حين بدت كلماتهُ صادقـةً، وصــدى جمالـه به النفس تَطرب، وإذ بهِ يوجــز ولم يُطنـــب.