أمِى لم أكتب أَسمكِ
منذ زَمنِ بَعيد
لَم أهديِك شَيئا مِمِا تَمنيِت
لَم أرَاسِلكِ كَما كنت أبعث
إليكِ فى المَاضِى البعيدِ
أيام السفَر الطَويِل
أيام كَانت تتوقف
فُيها عَقارب السَاعات
ويقف الزمن أيام وأيام
طوال حتىَ تعودى فتردىِ
لى الروح التى غَادرت منىِ
وذهبت معكِ أينمَا كنتِ
كَم تَمنيت أَن أهديكِى
الحلوىَ وثوبً جَديدِ
وورودً وريَاحِين
وسَوار مِن الذهَب
وكَلمات عَشقً وحَنِين
بَدلا أن أهدِيهاَ للمقَابرِ
هناك حيث ترقديِن
أيحق لى أن أهديكِ كَلماتِى
وأَنتِ فى مَرقَدكِ الأبَدِى البَعيد
ربمَا يَاأمِى تسمَعُين أنَاتى
وتحُسِينَ بِى او بشَوق السِنين
هناك فى الخَلاَ بُجوَار قَبركِ
نَهر ملأته دموعِى عَبر السِنيِن
وصَار يُنبتُ علىِ شَاطئيه
الصَبار المُر والعُشبِ الكَثيف
وأيضآ الشُوك وحَنِين السِنيِن
أهدِيكِ كل ليلةَ وعَقب
صَلاتِى قرآنً ودعاءً
وصَدقَة ربماَ تعوض
بُخلَ السِنيِن
عنَ حِرمانِي
أن أهديِك كل ثَميِن
وكلما أَتىَ عيِدك الوذ
بالصَمتِ الدَفيِن
واَرتَجِى أن تأتِينيِ
عَبرَ الرؤىَ فى اللًيل البَهِيم
عذرآ يَأمِى
فَلم تَجف دموعى بَعد
ولَم يَنته الحَنينِ
والشَوق أصَبحَ شوكًا َ
مَغروسً فى ثنَايا الضلوع
وشَىء ماَ مفقود فى حيَاتيِ
رَافقنِى طِيلَة الأَيَام والسِنيِن
فسلاَمً فى مَرَقدكم
الأخِير
أمِي.. وأَبِى الحَنون
والقَلب العَطوف
وايضاً فَلذَة كَبدِى
حيث تَركتهماَ فىِ
حِجر إبِرَاهِيم
وَمعَكم فى
مَرقَدكم الأخِير