منذ بِضْعَةَ أعوام سابقة كان يراودنى شبح الـ30، كم تمنيت أن أعود للخلف عدة أعوام خوفا من الوصول لحقبة الثلاثين، لم أعرف ما السر الحقيقى وراء هذا الخوف أو بالأحرى لم أفكر يوما لأجد سببا منطقيا.
لكن مع اقتراب الـ30 وبما أننى على بعد أيّام من يوم الميلاد لم يحدث ما خشيت وقوعه دوما، فأنا لست خائفة أو قلقة على الإطلاق بل بالعكس أشعر وكأننى أقف على باب مرحلة جديدة أنتظرها بشغف وترقب.
أستطيع الآن أن أسترح قليلا لألقى نظره إلى الخلف أرى فيها ما مضى وكيف مضى، كيف كانت معاركى ودروسى وكيف نجوت وتغيرت؟ هل أخطأت؟ وليكن فمن منا لا يخطأ، ماذا جنيت؟
رحلة بحث شاقة وعليك أن تعبرها وحدك حتى تتعرف على نفسك، من الممكن أن يرى البعض أن الأمر ليس بهذه الصعوبة، لكن دعنى أحدثك عن حياة البعض وكيف يعيشون لتحقيق أحلام أشخاص آخرين دون أدنى شعور بذلك غير عابئين بمن هم وما يريدون حقا تحقيقه لأنفسهم.
ربما إذا سألت أحدهم ما تريد؟ لن يفهم سؤالك أو لن يجد إجابة لأنه لم يفكر بعد.
من الممكن أن تكون متأخرة لكن أفضل من أن لا تأتى هذه اللحظة على الإطلاق لتعرف من أنت، وما هى نفسك الحقيقة كما أسماها الدكتور محمد طه.
فمن ذات النقطة الثابتة أستطيع أن أنظر إلى ما هو قادم ممتنة لما مضى قابله كل الاحتمالات و كأننى مستعدة إلى مغامرة جديدة لعلها تكون الأروع.