قولت لهم افتحوا الأبواب والنوافذ،
فإنى أشم رائحة تكاد مثل رائحة عطر المسك، أو يمكن مختلط عليها رائحة من عطر عود الورد،
وأود أن أتمكن من استنشاق الرائحة جيدا والاستمتاع بها،
وأتمنى أن أتمكن أيضا من تحديد نوع هذه الرائحة الخلابة المليئة بكل الجاذبية التى تطفو على بإحساس من السعادة وراحة داخل روحى،
وإذ فجأة سمعت صوت أمى تدق على باب منزلى،
وتنادى بأسماء أولادى (أحفادها) وتقول لهم لقد جئت لأطمئن عليكم يا أحبابى،
وعند إذ علمت وفهمت ما كان سبب هذه الروائح الجميلة التى راودتنى داخل أنفى وإحساس الطمأنينة والراحة الذى طفى على روحى.
وحمدت ربى على نعمة وجود أمى بحياتى التى هى كل شىء وبها كل شىء، أسألك ربى أن تعطيها الصحة والعافية وأن تبارك لنا فى عمرها، وأن تديم عطرها ونفسها الذى لا ينطق ليل ونهار إلا بالدعاء لنا،
سلمتى وعشتى لى يا امى، مهما تكلمت وكتبت لم أوفيكى حقك أبدا علينا الذى لا يعلمه الا الله ونعلمه نحن أولادك جيدا، أعلم أن كل ام غالية وبطبيعتها فانية لحياة اولادها، ولكن امى منحها القدر فى زمن معين بتجربة من حياة أصعب وأقسى بكثير من تجارب حياة الأمهات المعتادة فعطاؤك يا أمى لنا تعدى وفاق الكثير والكثير، لتثبتى بالتأكيد أنك تستحقى لقب وثواب الأم بجدارة، حرمتى نفسك من أشياء كثيرة لأجل فقط الاهتمام بنا والحفاظ علينا،
وبدون أى مبالغة، ولا كلام يغنى فقط،
ولكن حرفيا يا أمى لولا أنتى ما كنا نحن الان هنا،..
شكرا لكى يا أم برائحة الجنة،
واسمحى لى أن أهديكى قبلة مستحقة منى على قدميكى قبل يديكى،
كل سنة وأنتى طيبة يا حبيبتي