الحبُّ علاقةٌ سامية صافية مُتعددة المعانى، على شاطئهِ يَقف المُحبون مُفعمون بجميل ما يحملونَ من رقةٍ المشاعر وحنان الألفة.
فالحب من درجاته: المحبَّة، المودة، الهوى، الصَّبَابَة، العِشْق، الوَلَه، الهيام، تُرى كيفَ يكونُ قَدرُ الحبيب عند المحب حين يُحبهُ! قلت كما يقول الشاب الظريف: "ولأَجْلِ عَيْنٍ ألفُ عَيْنٍ تُكرَمُ"، فلأجل عيونهِ أكرم عُيوناً وإن كانت تتبعه، فكيف بمن يُحب، فيا له من حُب! إنه الحب يجعل المُحب يحب أعدائه لكون حبيبه يُشبههم، كما يقول أبو الشيص:
أشبهت أعدائى فصِرْتُ أحبُّهم
إذْ كان حظّى منْكِ حظّيَ مِنْهُمُ.
ويكفى قولاً يتسللُ إلى القلوب حين نَذكره: "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ".
فاللهم ارزقنا حُبك وحُب من يُحبك وكل عملٍ يُقربُنا إلى حُبك، وارزقنا الحلالَ منهُ وابعدنا عما حرمت.