ظاهرة السحر والشعوذة التى شاعت فى مجتمعنا بشكل لافت حين انتشر الجهل وضعف الإيمان واختل ميزان الاعتقاد فاختلطت الحقائق بالأوهام والخزعبلات، أن هذا النوع من السحر المؤذى ما زال يمارس فى كثير من بلدان العالم اليوم وهو لا يقل خطراً عن جرائم القتل والسرقة والاغتصاب وغيرها من صنوف الإيذاء للخلق.
وفى كل يوم نسمع قصة هنا وهناك عن أناس يعانون من شر أعمال السحرة وبفعل أهل الحسد والغيرة الذين توجوا أعمالهم الشريرة بالذهاب إلى السحرة والعمل على تدمير الأفراد والأسر، وهم لا يعلمون أنه منكر وكفر، كما جاء فى الآية على لسان الملكين هاروت وماروت: "وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر" هذا فيما يتعلق بالساحر أما الذى يذهب الى السحرة للاستعانة بسحره على الغير يقول النبى صلى الله عليه وسلم: ((من أتى ساحرا أو عرافا فسأله فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)).
ظاهرة السحر والشعوذة وخصوصًا فى المجتمعات العربية، تعد مشكلة من المشكلات القديمة المتجددة عبر الزمن، وذلك نتيجة انتشار وسائل الاتصال التى تسهل هذا العمل الخبيث، حيث يلجأ إلى هذه الأعمال الأشخاص ضعفاء الإيمان بربهم، والذين تمتلئ قلوبهم بالحقد والحسد، ويدفعهم ذلك إلى الإضرار بالناس، فالبعض يتخذ من أوكار السحر والشعوذة ملجأ وحلاً لمشكلاتهم الزوجية أو العائلية أو المهنية وما شابه ذلك، ويغرقون فى مستنقع الجهل إنهم أناس عششت الخرافات فى رؤوسهم وامتلأت بالخزعبلات صدورهم، تعلقت قلوبهم بالسحر والكهانة، ارتبطت مصائرهم بالكواكب، وبالتنجيم ،فهنيئًا لكل من ابتلى بالسحر، فالأجر كبير والمغفرة أكبر من عند الله تعالى.
لقد وردت نصوص فى القرآن الكريم تناولت هذه الظاهرة فى سور قرآنية عديدة، منها قوله تعالى: ﴿ وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 69].
يكفينا من هذه الآية الكريمة أن الساحر لا فلاح له فى الدنيا والآخرة، ولو أتى مشارق الأرض ومغاربها، إنه غضبُ الله وسخطه على السحرة الكفَرة الفجَرة.